صفحة البداية
عن الجمعية
حق العودة
عن سحماتا
أخبار سحماتا
مواقف ونشاطات
شهادات وذكريات
مقالات و دراسات
أخبار منوعة
فن, تراث وحكايات
قوس قزح
من رياض الثقافة
والأدب
أفلام وأغاني
صور سحماتا
دنيا الأطفال
تعزيات
روابط مميزة
دفتر الزوار
اتصل بنا
English

وليد قدورة


دموع غزة

ربَّ عمل سينمائي ناجح يستطيع أن يخدم قضية عادلة آلاف المرات أكثر من لغة حماسية تفتقد إلى المنطق فتفقد مناصري الشعوب المظلومة حججهم وبراهينهم. وهكذا يأتي الغيث من بشر يعيشون على بعد آلاف الأميال من هذا السجن الكبير المسمى غزة... والذي سينضم إلى سجل وصمات العار الكبيرة التي يندى لها جبين الإنسانية، حيث لم يستطع العالم كله حتى الآت أن يفك أسر سكانها، أو يمنحهم ذرة من الأمل القريب، تاركاً لهم مكابدة جوعهم وفقرهم وموتهم البطيء ومعاناة مرضاهم في مشهد يشك لدى مراقبته أننا في القرن الواحد والعشرين.

فبيكي لوكبيرغ، مخرجة نرويجية تطوعت للإفصاح عن حقيقة ما يجري هناك عبر طرح فيلم "دموع غزة" لماذا؟ تقول لوكبيرغ: "حين ترى الآباء الجرحى وهم ينطلقون بأبنائهم وأطفالهم المصابين وقد بترت أطراف بعضهم، وعندما ترى وحشية القصف، تفجير البيوت، أشلاء الأطفال، جثث الرجال، فإن ما تستقبله هو حقيقة تنفي كل الأكاذيب التي سبقت وتلت وواكبت حرب غزة..

عمل سينمائي لا تتجاوز مدته 85 دقيقة، ليس فيه اختراعاً للأحداث، ولا استلهاماً لمخيله عبقرية، آثار، وما زال يثير ضجة كبرى في أوروبا منذ جرى عرضه على الشاشات في دور السينما والنوادي والمراكز الثقافية، إنه لقطات حية لحرب، حصدت أرواح أكثر من 1500 إنسان، والى سقوط 4500 جريح، إضافة إلى تدمير شامل للبنية التحتية في غزة. لقطات، تنقلها كاميرا النرويجية فيبكي مدعومة من زوجها تريا كرستيانسن الذي تبنى تمويل وإنتاج الفيلم دون انتظار صدقة أو معونة من أحد، فتحولها إلى فيلم يضحي شهادة حية يقبل الغريبون على قراءتها ورؤيتها دون وسيط مفوه لا يجيد لغتهم، أو جهاز إعلامي صديق يسيء نقل ما يحدث في الواقع.

قبل أن تنشغل بهذا الفيلم، كانت فيبكي النرويجية مغرمة بالتمثيل وكتابة الروايات، وكانت اهتماماتها محصورة بما يجري في البلدان الإسكندنافية من أمور لا علاقة لها بما نعيشه في منطقتنا، لكني، تقول "صعقت حين شاهدت لقطات مرّوعة من قطاع غزة أثناء متابعتي نشرة الأخبار في فترة الحرب نهاية عام 2008، الأمر الذي دفعني للتفكير في الوصول إلى غزة لمشاهدة ما يجري بأم عيني لأنقله للعالم كي يعرف حقيقة ما يدور" وأضافت: إن الفيلم يكشف الأثر المروع لحرب غزة على المدنيين وبالأخص النساء والأطفال الأبرياء الذين ليس لهم ذنب في هذه الصراعات".

مشاهد قاسية، مؤلمة، وبشعة تتجنب الفضائيات، أو تتقصد عدم بثها، عرضها الفيلم، مثل صورة تلك الفتاة التي التهم الفوسفور 50% من جسدها، تضمنها العرض لجعل الناس يرون الحقيقة كما هي، وهذا ما جعل هذا العمل الحي ناجحاً، لدى عرضه في مهرجان تورونتو للأفلام الوثائقية العالمية، وفي قصر الإمارات عبر مهرجان أبو ظبي السينمائي وفي كثير من الولايات الأميركية أيضاً. "صرخة ضد الحرب" هو الفيلم، ولكن من يشن مثل هذه الحرب الظالمة؟




وليـد قـدورة
صيدا - سحماتا
19/4/2012




العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"


® All Rights Reserved, ABNAA' SUHMATA Association
  Best experienced using MS Internet Explorer 6.0, Screen is optimised for viewing at 800 x 600