|
|
وليد قدورة
نحن الآن في كل الدنيا - 5 - بقلم: وليد قدورة
نحن الآن في كل الدنيا ، لهب الذاكرة لم يخمد ، نارها لم تنطفئ . خروج جديد أم مجزرة جديدة ، لا أحد يستطيع التكهن . نحن كمن يرقص على حد السيف، نحن كمن يمشي على حبل مشدود فوق وادٍ سحيق ، في قعر الوادي سيل جارف ، و على أطرافه أشجار حنظل. هذه الكتابة ليست تأريخاً، و لا مذكرات شخصية ، ليست هلوسات طبعاً. ما فيها حتى حقائق، إشارات، رموز مبهمة، على الذكي أن يلتقطها . هي دعوة لإشغال العقل في زمن عربي تعطل فيه العقل ، و هي مخاطبة للشباب و الصبايا الذين يحرقهم الشوق توقاً لرؤية قريتهم و بلدهم.
هذه الكتابة ، أيضاً ، دعوة إلى استمرار الحياة و الكفاح بشتى الأشكال ، و فيها استذكار للأوائل : لأبو علي مصطفى قدورة الذي ظل مصراً على العودة إلى قريته "سحماتا" غير معترف بحدوث النكبة ، و لأبو عادل محمد إبراهيم قدورة الذي ظل منفرداً يتسلل إلى فلسطين ليكحّل عينية برؤية ضيعته الجبلية الصغيرة ، و فيها استذكار لمن لحقهم : محمد حسين اليماني - أبو هيثم- و ساري إبراهيم قدورة - أبو النصر- الذين غابوا دون ملصقات و إعلانات كبيرة . عادوا إلى قريتهم بصمت كما خرجوا، و إلى قوافل الشهداء و المختفين و المجهولي المصير من بلدتنا و كل ركن في فلسطين. إلى كل من عمل أو ناضل من أجل فلسطين نكتب .
5/6/2009
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|