إجراءات السلطتين مرفوضة !
أيقظ شعب تونس شعوب المنطقة من سباتها، وأعاد الأمل بالتغيير والتأكيد على ان ارادة الشعوب هي المنتصرة على الطغيان ونهب خيرات الشعوب. فحلم التغيير حبيس القمقم في الكثير من الدول، وهو ينتظر لمسة العزيمة والحريّة.
ما قامت به سلطتا رام الله وغزة من منع اقامة مظاهرات تضامن مع شعب تونس (أنظروا ص 1)، يبغي جعل ارادة الشعب الفلسطيني حبيسة التسلط، وينذر بأن لا مكان للتعبير عن الارادة الشعبية، وهو ما لا يجوز في ظل وجود الاحتلال الذي لن يهزمه الا ارادة الشعب الفلسطيني بالاستقلال والحرية واقامة الدولة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
لقد مُنعت تظاهرة في رام الله بالرغم من تدخل شخصيات وطنية حاولت الضغط من اجل اقامتها، لكنها لم تنجح. فعادت آسفة برسالة مفادها ان هناك قرارًا في السلطة بعدم اجراء مثل هذه المظاهرات! لماذا لا تريد السلطة التضامن مع شعب تونس؟ ألا تريد السلطة الفلسطينية ان تكون جزءًا حيًا من هموم شعوب المنطقة؟
لقد اعترفت دول امريكا الجنوبية مؤخرًا بالدولة الفلسطينية، وسيتبعها العديد من الدول التي تؤمن بالحرية وبإرادة الشعوب (وستلحقها دولٌ أخرى مضطرّة!). هذه الشعوب تأمل في انتصار ارادة الشعب الفلسطيني على الاحتلال، ويسرّها ان تدار أمور الدولة العتيدة (منذ الآن) وفق مبادئ الحرية والعدالة.
لقد صمد شعبنا الفلسطيني أمام أصعب الظروف، إبان النكبة، وبعد الاحتلال الاسرائيلي، ولم يخضع يومًا لسياسات العنف والطغيان والحصار والمجازر. ونحن على ثقة بأن الارادة الفلسطينية أقوى من كل تلك السياسات. لكننا نخشى ان يصبح تصرّف "السلطتين" جزءًا من نهج قادم قاتم.
ان ارادة الشعوب هي المنتصرة أخيرًا، ورسالة التحرر هي ممارسة يومية يجب ان تخضع لقيم واضحة. فلا يمكن التحرر من نير الاحتلال مع تقزيم التحرك الشعبي، وعدم التصريح باقامة مظاهرات لا تنال إعجاب السلطة الحاكمة.
من حق الشعب الفلسطيني، في القدس ورام الله وغزة والخليل ونابلس وجنين وكل مكان، قول كلمته في كل ما يحدث. وما يجري في رام الله وغزة خلاف هذا مرفوض مرفوض!
(الاتحاد)
|