العودة الى أخبار منوعة

بيان اجتماع الشخصيات المعروفية الوطنية في جنيف:
فرض التجنيد الإجباري على العرب الدروز هو مسّ بحقوقهم القومية والإنسانية


طلال ارسلان يجتمع الى وفد من دروز فلسطين

*أبناء الأقليات القومية في الدول المختلفة معفيون من الخدمة الإلزامية فكم بالحري إذا كانت الدول التي يعيشون فيها في حالة حرب مع أبناء شعبهم

*تحية فخر واعتزاز الى الشباب الدروز الذين يقبعون في السجون العسكريّة الإسرائيليّة والأسرى المحررين من هذه السجون والذي هم ضحايا التجنيد القسري

* التواصل هو عملية علنية ذات رسالة واضحة، نؤكد من خلالها أن علاقتنا بشعبنا هي علاقة حق طبيعي

يركا ـ من مفيد مهنا ـ صدر بيان مفصّل عن اجتماع الشخصيات الوطنية من ابناء الطائفة العربية الدرزية من البلاد مع رئيس الحزب اللبناني الديمقراطي النائب طلال أرسلان، في جنيف، أكد على عدد من القضايا الهامة.

وجاء في البيان الذي اطلق عليه اسم "بيان جنيف" ما يلي:

الهوية العربية


لا يحتاج أبناء الطائفة العربية الدرزية الى التأكيد على هويتهم العربية، وهم أبناء العروبة البررة، ولهم دورهم الخالد في معارك نضال الشعب العربي التحرري، من معركة حطين التي وقفوا فيها الى جانب محرر القدس القائد صلاح الدين الايوبي، الى دورهم في حماية الثغور بوجه غزوات الفرنجة، الى دورهم التاريخي في التأسيس الفكري والثقافي للنهضة العربية المعاصرة من خلال كوكبة من الأدباء والمفكرين على رأسهم أمير البيان شكيب ارسلان، مروراً بالثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، الى معركة المالكية التي قادها الأمير مجيد ارسلان، وصولاً الى نضالات المعلم كمال جنبلاط الى جانب حركة التحرر الفلسطيني، وقافلة الشهداء الذي سقطوا على درب التحرير والعودة. من هؤلاء جميعاً يستمد المجتمعون عزيمتهم في المضي قدماً على درب النضال، وفي الحفاظ على التاريخ الناصع، وعلى رفض الضيم ومقاومة الظالمين والدفاع المجيد عن الحقوق والكرامة متخطين حواجز التفرقة والترغيب والترهيب جميعها.

التواصل


إن التواصل هو عملية علنية ذات رسالة واضحة، نؤكد من خلالها أن علاقتنا بشعبنا هي علاقة حق طبيعي بالنسبة لنا وواجبنا ومسؤوليتنا أن نعززها ونوسعها آخذين بالاعتبار أن "إسرائيل" تتعامل معها كمسألة أمنية. لكن واجبنا هنا أيضاً أن لا نرهن أي حق طبيعي لنا وأية علاقة ببعدنا الفلسطيني والعربي بالمزاج الإسرائيلي ولا لقواعد لعبة قمعية تتناقض مع حقنا – حق الإنسان الطبيعي والذي يصونه القانون الدولي.

المقامات الدينية المقدسة


يؤكد المجتمعون رفضهم القاطع لاستغلال السلطات الإسرائيلية للمقامات الدينية المقدسة في البلاد، كأداة تحاول من خلالها غرس الفكر المتعلق بقضية التجنيد وحلف الدم المزعوم، داخل أطفالنا وربطه بالدين وذلك من خلال الطقوس العسكرية والسياسية داخل هده المقامات.

وبناء على ذلك نطالب المجلس الديني بمنع إجراء أي من هذه الطقوس في المقامات، لأنها مقامات للتنسك والتعبد والتقرب الى الله وليست مكاناً لقسم اليمين العسكري والاحتفال ببدعة "يوم الجندي الدرزي" ولا مكاناً للاحتفال بما يسمى "عيد استقلال إسرائيل" الذي سيبقى يوماً لنكبة الشعب الفلسطيني.

كما اننا نتمسك بحق أبناء الطائفة الدرزية في البلاد بزيارة المقامات الدينية المقدسة في لبنان وسوريا على غرار ما يمنح لبقية الطوائف، ونعتبر ان رفض السلطات القضائية منحهم الاذن بالسفر الى زيارة هذه المقامات هو انتهاك خطير لحرية الرأي والمعتقد وتضييق على حرية ممارسة الشعائر الدينية. كما يؤكد المجتمعون أن الطائفة العربية الدرزية ستبقى في صلب الإسلام والعروبة وسيفه المدافع عن الحق.

أسرى الحرية


يتوجه المجتمعون بتحية فخر واعتزاز الى الشباب الدروز الذين يقبعون في السجون العسكريّة الإسرائيليّة والأسرى المحررين من هذه السجون والذي هم ضحايا التجنيد القسري المفروض بقوة القانون.

هؤلاء الأبطال هم أسرى سياسيين وهم جزء من الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، اختاروا أن تُقيد أيديهم بالأصفاد بدل أن تحمل البنادق التي تصوب الى صدور إخوانهم في غزة والضفة الغربية.

ويؤكد المجتمعون أن مهما تكتم الناطق العسكري الإسرائيلي على حالات الرفض المتنامية في أوساط الشباب الدروز، فإن الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية والدراسات البحثية التي تنشرها مراكز الأبحاث الصهيونية، تؤكد ان هذه الظاهرة حاضرة بقوة، وأن الشباب الدروز يرفضون حلف الدم المزعوم، وهم تواقون للتأكيد على حلف الدم الذي كرسه أجدادهم الذين قاوموا المحتل والمستعمر.

التوصيات




- يعتبر المجتمعون أن لقاء جنيف الذي ضم مختلف الأطر الوطنية التي تعمل على رفض التجنيد والتواصل القومي والتي تأطرت فيما يعرف بالهيئة العليا لرفض الخدمة الإجبارية والتطوعية في الجيش الإسرائيلي، يشكل محطة هامة لتفعيل إطار تنظيمي ديمقراطي للحوار والتشاور والتنسيق والعمل المشترك والتكامل والتضامن بين جميع العاملين على دعم رافضي الخدمة، والتنسيق والتعاون والدعم على كافة الأصعدة مع جميع الأحزاب والقوى الوطنية والعربية داخل أراضي العام ??، التي تدعم أهداف الهيئة بكافة الوسائل الممكنة.

- العمل على مواجهة الإشكاليات والمعوقات السياسية والاجتماعية والقانونية والمالية التي تواجه الشباب الرافض للخدمة، وكشف انتهاكات حقوق الإنسان بكافة صورها وأشكالها.

- الإسهام الجاد والموضوعي في تشجيع ودعم التواصل القومي بين مختلف مكونات الجماهير العربية والعالم العربي لا سيما الدول المجاورة لفلسطين.

- تنظيم الاجتماعات والندوات والمؤتمرات وورش العمل، بهدف تحديث الإحصاءات وتوثيق التجارب وتكريم المناضلين من أسرى سابقين وناشطين.

- تفعيل إصدار الدراسات والكتب والنشرات والمواقع الكترونية والبيانات المتخصصة وذلك بهدف ردم الفجوة الكبيرة في العالمين العربي والإسلامي حول حقيقة ما يعانيه أبناء الطائفة العربية الدرزية في البلاد.

مجلس حقوق الإنسان


وكان الوفد قد شارك في أعمال الدورة الرابعة عشر لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حيث دعا الوفد هيئات الامم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان إلى تفحص مدى التمييز اللاحق بالمكونات العربية في البلاد وخصوصا ضد الأقلية العربية الدرزية ومدى الإجحاف بالتعامل معها وعمق المؤامرة ضدها من خلال منهج التعليم الدرزي الهادف لمحو الهوية العربية للدروز، وإبعاد الشباب الدرزي عن تاريخه القومي والوطني وسلخهم عن محيطهم. ولفت الوفد الانتباه الى أن التقرير الإسرائيلي الذي قدم الى "فريق العمل المعني بالاستعراض الدوري الشامل" الذي ينظمه مجلس حقوق الإنسان يتضمن الكثير من المغالطات والتعمية عن التمييز العنصري الممارس.

وطالب الوفد بضرورة تنبه كل من خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بقضايا الأقليات، والمقرر الخاص المعني بالسكن اللائق، والمقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان والحريات الأساسية للسكان الأصليين، ولجنة القضاء على التمييز العنصري، والمقرر الخاص المعني بالآثار الضارة لنقل وإلقاء المنتجات والنفايات السامة والخطرة بصورة غير مشروعة، والمقرر الخاص المعني بحرية الدين والمعتقد، واللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والمقرر الخاص المعني بالصحة، بضرورة ان تشمل تقاريرهم المقبلة حالة المجتمعات العربية في اسرائيل والتي تعاني الكثير من المشاكل على عكس ما تبرزه التقارير الرسمية الإسرائيلية خصوصاً لجهة التمييز اللاحق بالشباب الذي يرفضون الالتحاق بالخدمة، إضافة إلى منع السكان من الاستفادة من الثروات الطبيعية في قراهم (أخشاب الغابات، النباتات الطبيعية .. إلخ) وذلك تحت شعار حماية الطبيعية، في الوقت الذي لا تكترث الدولة لخطر الإنشاءات العشوائية التي تقيمها شركات الاتصالات في القرى العربية والتي تسبب أمراض سرطانية للسكان الذين يحاولون منعها بطرق سلمية على غرار ما حصل في قرية البقيعة في العام 2007.

كما طالب الوفد بضرورة إلزام إسرائيل باحترام قرارات هيئات الأمم المتحدة، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي؛ وتعديل القوانين واللوائح التنظيمية والسياسات المتعلقة بحرية الاجتماع، والحق في الاحتجاج على الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان، لا سيما التجنيد الإجباري والخدمة العسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، التي تشكل مساً في الحقوق القومية والإنسانية المتعارف عليها في كل الدول المتحضرة في العالم، حيث أن أبناء الأقليات القومية في الدول المختلفة معفيون من الخدمة الإلزامية فكم بالحري إذا كانت الدول التي يعيشون فيها في حالة حرب مع أبناء شعبهم.


25/6/2010



العودة الى أخبار منوعة


® All Rights Reserved, ABNAA' SUHMATA Association
  Best experienced using MS Internet Explorer 6.0, Screen is optimised for viewing at 800 x 600