هو المكان، هاجس الفلسطينيّ أينما كان. هو شرعيّته بأن يراه كما يحلو له، يرسم تفاصيل بيته المُبعد عنه، حارته الصغيرة، أولاد الجيران المزعجين، الطريق من البيت إلى «بلاطة الهوى» وليالي أصدقائه المتعبين. هو المكان، الذي يعيد رسمه في خياله، وكلّ ما يتمناه هو أن يكون هذا المكان كباقي أمكنة البشر، لا احتلال يسكنه ولا جدار فيه يحجب المدينة عن البحر.
بادرت مجلة «فلسطين الشباب» الشهرية بالتعاون مع «المجلس الثقافي البريطاني» بتقديم دعوة للفنانين الفلسطينيين الشباب من كافة أنحاء العالم للمشاركة في معرض «فلسطين في عيون الفنانين الشباب»، لرسم صورة المدن والأمكنة الفلسطينية في مخيلة وذهن كلّ واحد منهم، كيف يراها وما هي الصورة الذهنية التي من الممكن أن تتجسد كعمل فني.
عدة أسباب كانت تقف وراء فكرة هذا المعرض، أهمها استحضار المكان الفلسطيني حسب ما يراه الفنان وتراه عيونه، التي امتلأت صورا مستوحاة من القصص التي سمعها، أو رآها عبر شاشة التلفاز أو حتى الصور التي أُرسلت له عبر البريد الالكتروني من صديق يسكن حيفا.
أما السبب الثاني، فهو التطبيق الفعلي لفكرة مجلة «فلسطين الشباب» والتي بناءً عليها تأسست المجلة: محاولة لكسر الواقع السياسي الذي يعيشه الفلسطينيون أينما تواجدوا اليوم، الواقع الذي فرضه الاحتلال، إن كان هذا الكسر من خلال جمع لوحات لـ 29 فنانًا وفنانة من مختلف أنحاء فلسطين (48 و67) والشتات، أو من خلال حقيقة أن المعرض سوف يتجول في العديد من المناطق الفلسطينية ويدخل للمناطق المحتلة عام 1948.
سيتجول المعرض في المناطق الفلسطينية المهمشة أيضاً ولن تقتصر مشاركته فقط على مدينة رام الله، التي تشهد مؤخراً نشاطاً لافتاً وتعد مركزاً ثقافياً وفنياً مهماً. فقد افتتح المعرض في جامعة بير زيت، محطته الأولى، ليتجول في ما بعد في كلٍ من نابلس، جنين، الخليل، بيت لحم، أريحا والقدس، ومن ثم يصل المعرض إلى حيفا ثم الناصرة، بما يمثل ذلك من صرخة إضافية بوجه المُحتل؛ إنها فلسطين. وبالمقابل، صرخة أخرى بوجه كلّ من حاول ويحاول تهميش فلسطينيي الداخل وإبعادهم عن المشهد الثقافي الفلسطيني بشكل خاص، والعربي بشكلٍ عام، سواء أكان مقصوداً أم لا.
|

«غزّة أيام الحرب» لـ: شريف سرحان

«راشيل كوري على رمل رفح» لـ:نورس شلهوب

«تناغم المدينة» لـ: محمد شقديح
|