|
|
|
حميد ذيب محمود - بعض من أشعاره
مدينة شفاعمرو تودّع الشاعر الوطني حميد ذيب محمود
في جنازة مهيبة ودّعت مدينة شفاعرو الشاعر الشعبي حميد ذيب محمود ( أبو محمود ) عن عمر يناهز ال 66 عاما بعد مرض عضال ألمّ به لفترة طويلة .
لقد ولد حميد في قرية سحماتا المهجرة الواقعة في الجليل الأعلى عام 1943 وكان محبّا لأهل بلده ولشعبه. وقصائده كانت تنبض حبّا بسحماتا وفلسطين . لقد أبى أبو محمود رغم مرضه إلاّ أن يشارك أهل بلده في الذكرى الستين للنكبة التي حلّت بقريته كأنه جاء ليودّع ثرى سحماتا . وقد قرأ في هذه المناسبة بعضا من قصائده التي تبث روح الأمل في عدالة قضية بلده وشعبه التي قضى جلّ عمره ينشد ويغنّي لها
إنّ أهالي سحماتا فقدوا أحد أبنائها البررة كالذين فارقونا قبله وسحماتا بين جفونهم . وقد نقلت لنا زوجته أن آخر كلمة نطق
بها عاشت فلسطين .
ستبقى ذكراك يا أبا محمود في قلوبنا وقلوب الأجيال الطالعة , وكلنا أمل أن ابناءك وأحفادك سيسيرون على نفس الدرب
وننشر فيما يلي قصيدته التي كتبها قبل وفاته :
حتى بعد الموت
ستبقى تعابير وجهي
من ترابك يا وطني
يظل الأمل والحب والرّجاء
لأنظر إليك من عالمي البعيد القريب
لأبقى حارسك الأمين ....
فلا تغضب !!
أنا لم أشأ الرّحيل
لكني سعيد بهذا البديل
لأنني سأعانق ثراك الذي حُرمتْ
وأنام بين يديك
فيُكتبُ لي عمر جديد
سنابل القمح تتراقص فوق أناملي
ويدغدغ شتاء آذار جسدي
فيضحكني ، يُبكيني ، يُغضبني
يجعلني كالمجنون
أثور من عالم مجهول ..
أحبائي
سأذهب وفي القلب بقايا حديث
فأنتم فكري وكياني
ولكم خالص الحب مني
سامحوني
ولو لآخر مرّة
واذكروني
كلما دبّت أقدامكم على أديم هذه الأرض
أنا لن أنساكم
حتى بعد الموت
لن أبكي يا وطني !
ولكن إذا رأيت الدمع دما يسيل على الوجنتين
لا تغضب ..
سترى شقائق النعمان
تعيش على هذا الدمع السخي
سأكون كما تشاء
نهرا يتدفق خيرا
كما عهدتني
ضاحكا رغم الألم !!
حيًا أُبعث من جديد
فأنا أستمد الحياة منك
لتظلّ روحي نورسًا يرحل
ليؤوب إليك
كلانا تعاهدنا اللقاء
متى نشاء وكيفما نشاء !!
لا أريد النهار أن يموت على كتفي
وأنا أحنّ إليك
سأكون ريحًا وطوفانا
ثورة وعصيانا
يزيل عنك الهموم
حتى بعد الموت ! ..........
15/2/2009
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|
