|
|
مالك ايوب
رسالة شخصية - بقلم مالك أيوب
رسالتي شخصية لكل رئيس او زعيم في الامة العربية منتخب بطريقة شرعية... او ديمقراطية.
أبدأ رسالتي غير العادية... كالعادة بالتحية.
واحتراما لوقتكم الثمين، أبدأ من الجوهر وبالله أستعين
ان رسالتي هي سؤال وتعليل ، فسؤالي ايها القدير... قصير لكن له رنين:
هل استنقذك شعب فلسطين؟
اما التعليل..فهو طويل
تخيل معي يا سيادة الرئيس ان دائرة الايام قد دارت عليك، وها انت ترقد الآن على فراش الموت، سرير من حرير وعيناك نصف مفتوحتين. شفتاك اللتان كانتا تسارعان بالوعود لذلك الشعب الضعيف قد سكنتا عن النطق، وها انت ترقد بين الانابيب المعلقة والقوارير الممتلئة بأكاسير الحياة، لا تحرك قدما ولا ساقا.
...تلك الممرضة التي وخزتك بالحقنة، تسارع خارجة من حجرتك، تهمس في أذن زميلتها: "لم أكن أعلم ان قفا سيادته مثل قفا زوجي"، فترد الأخرى: "مش عارفة على ايش كان شايف حاله، انظر يا ذا الجلال والاركان كيف انك صرت عند الممرضات..في خبر كان".
ها هي الوفود تجيء وتروح لتطمئن عليك،فقد تعلموا مسح الجوخ في ظل عزكم المجيد.
أما نائبك الأمين، فيبعث الرسل تباعا للاطمئنان على صحتك، عسى ان يأتيه احدهم بخبر يفرج همومه ويثلج صدره. لقد طق بالأمس كأس الشمبانيا مع زوجته على شرف كرسي الرئاسة، وها هو أحد المرسلين يأتيه بخبر يقين "الطبيب المختص يقول انه لا بد من عملية جراحية لانقاذ حياتك"، فيرد نائبك: "حرام تعذبوه كمان بالعملية، خلوه مرتاح".
أما وزراؤك الذين نمت شحومهم ولحومهم من فضلك، فهم في اضطراب ونحيب.
ابنك المحروس ينطلق الى البرلمان ليجمع تواقيع النواب بالمبايعة قبل ان يدركوا ما آل اليه حالك فيتراجعوا عن اقسامهم ووعودهم.
لولو ابنتك المدللة، رفضت ان تقطع إجازتها الى الجزر الأندونيسية مع عشيقها الوسيم، ذلك ان الطبيب قد أكد لها، ان السماء ملبدة بالغيوم، وأن عزرائيل سوف لن يصل قبل عطلة نهاية الأسبوع.
أما زوجتك الطاهرة، التي أقسمت أن تكون الى جانبك في السراء والضراء، فقد سارعت لصعود اول طائرة تحملها الى زيورخ، لتنقل ما يتسنى لها من ثروات الى حسابها الميال والمخطوط قبل ان تدور مطاحن الأموال فتهرس منها الماسك والمفروط.
نعم يا سيادة الرئيس، قد حان الآوان؛ فأين انت الآن مما كان؟ ان عزرائيل قد خفقت جوانحه وانت مطلوب. انه لا يرى الغيوم ولا يعرف الليل ولا النهار ولا يأخذ اجازات.
اعلم يا سيادة الرئيس، أن رسالتي هذه لن تصل اليك. ذلك إما لعدم توفر الشرط المذكور في أول الرسالة. وإما لأن وصولها الى مكان وجودك سوف يكون بعد تبعثر الغيوم.
(سويسرا-سحماتا) 25/7/2007
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|