وسط حضور شعبي واسع وبحضور رئيس البلدية في معرض "حيفا من هنا انطلقت":
الاعلان عن هيئة تحضيرية للمؤتمر الوطني للحفاظ على الموروث الحضاري لمدينة حيفا
|
سعاد نصر مخول: لا يمكن قصر السياحة التاريخية في حيفا على مخلفات التمبلريين وسياحة البهائيين وتجاهل المعالم التاريخية الحضارية العربية والاسلامية.
يونا ياهف: الكثير من الحماقات ارتكبت بحق معالم حضارية عربية في المدينة وانا مصمم على ترميم ما تبقى من هذا الموروث.
حيفا – مكتب الاتحاد - شهدت قاعة كنيسة الملاك جبرائيل المرممة التي تحتضن معرض "حيفا من هنا انطلقت " في حي محطة الكرمل في حيفا العتيقة، حشدا شعبيا واسعا جال في المعرض، وحضر الندوة التي انعقدت حول " مشروع الحفاظ على الموروث الحضاري التاريخي لمدينة حيفا" بمبادرة المركز الهندسي للدراسات والتخطيط في حيفا.
وكان رئيس بلدية حيفا المحامي يونا ياهف شارك في اللقاء وحيّا صاحبة المعرض مديرة المركز الهندسي والرسامة سعاد نصر مخول على مشروعها الكبير ومبادرتها المتميزة، واكد ياهف تماثله مع مطلب الحفاظ على الموروث التاريخي العربي للمدينة، والتزامه بترميم مواقع تاريخية عربية في المدينة. واعتبر ياهف ان الكثير من الحماقات ارتكبت تاريخيا بحق المعالم الحضارية العربية في المدينة معتبرا ان هذه الممارسات نبعت عن غباء المسؤولين البلديين وجهلهم! وأعلن انه يعمل بشكل مخطط على حفظ ما تبقى من هذه المواقع والاحياء وترميمها. وشكرت سعاد نصر مخول رئيس البلدية على تحيته ولكنها اكدت ان التوجه الايجابي والنوايا الحسنة وحدها لا تعطي الجواب المطلوب. واكدت ان ما تعرض له الموروث التاريخي العربي والاسلامي في المدينة لم ينبع عن "حماقات مسؤولين بلديين " بل عن سياسات خطيرة عليا، وان هدم قصبة حيفا عامي 1948 - 1949 في المدينة التاريخية التي بناها ظاهر العمر ومحو معالمها تمت بأوامر من بن غوريون، واكدت ان ذلك لم يتم خلال اعمال حربية وعسكرية، بل تم بعد احتلال حيفا وانتهاء المظاهر العسكرية وبعد تفريغ المنطقة من سكانها وتهجيرهم. وقالت نصر مخول إن التعامل مع الموروث الحضاري التاريخي لمدينة حيفا لا يمكن ان يتم من خلال العقلية السائدة وانما من خلال تغييرها بشكل جوهري. وقالت: من غير المعقول ان تحصر حيفا هويتها الحضارية ومفهومها للسياحة التاريخية والمعمارية بمخلفات المستوطنين التمبلريين في الحي الالماني وحدائق البهائيين، في تجاهل مثير للمعالم التاريخية الحضارية العربية الاسلامية والمسيحية. واضافت مخططة المدن سعاد نصر مخول: انني مهنيا لا استطيع ان اكتفي بترميم هذا المعلم التاريخي او ذاك والحفاظ بمعزل عن سياقه الحضاري وخارج سياقه التاريخي والثقافي. فكيف يمكن الاشارة في الدليل السياحي للمدينة، الى "برج السلام" الذي بناه ظاهر العمر، والتدليل عليه بانه يقع في شارع "معليه هشحرور" بدلا عن "شارع البرج"!. وكيف يمكن التدليل على "جامع النصر الكبير" (الجريني) باعتباره في "شارع نتانزون" بدلا عن شارع أمية! وما معنى التفاخر بسكة القطار الحجازي وتحويل محطة القطار التاريخية الى متحف، بينما يجري تحديد موقعها في شارع "حطيبات جولاني" (كتيبة جولاني) بدلا عن "شارع الحجاز" تاريخيا، وكيف يمكن الحديث عن ظاهر العمر، مؤسس حيفا الحديثة دون ان يكون له ذكر باق في المدينة! وانهت نصر مخول: ان
مدينة مشتركة يهودية عربية، لا يمكن ان تقوم على محو تاريخها العربي. وقالت: على هذا الاساس، ومن خلال هذا المفهوم أطلقنا الدعوة الى عقد "مؤتمر وطني للحفاظ على الموروث الحضاري التاريخي لمدينة حيفا". وكانت أقيمت في افتتاح "معرض حيفا من هنا انطلقت" في جامع الجريني في الخامس من ايار الجاري لجنة مبادرة للدعوة للمؤتمر دعت الى عقد هذه الندوة. ضمت كلا من: سعاد نصر مخول - حنا أبو حنا – فتحي فوراني – بطرس ابو منة - علي رافع - اسكندر عمل - ماجد خمرة – جوني منصور - جعفر فرح –نائلة نقارة أبو منة - سعاد قرمان – عباس زين الدين - تريز نصر عزام – نبيل عويضة – رشدي الماضي – نائلة عطية – سامي شريف - فريد حسين – هشام عبدو - جول جمال – رفيق الصلح- عصام مخول، واعلن ان اللجنة مفتوحة لانضمام شخصيات معنية وفاعلة في المجال.
وأكد د. جوني منصور في المداخلة التي قدمها على الجريمة التي ارتكبت بحق مدينة حيفا ومعالمها، بعد ان تم تهجير اهلها.واشار الى التطور السريع الذي شهدته المدينة منذ بداية القرن العشرين، وارتفاع مكانتها الاقتصادية والسياسية والثقافية التي رافقت هذا النمو، حتى انها باتت احدى المدن المركزية في المنطقة، وأكد أن حيفا التي عرفت تسارعا كبيرا في الهجرة اليها، استطاعت ان تبلور هويتها وشعورا قويا بالانتماء اليها في مراحل تاريخية مختلفة. واعتبر منصور ان معرض "حيفا من هنا انطلقت" يشكل انجازا هاما في ترميم تاريخ المدينة وبلورة الوعي للاجيال الصاعدة. ودعا د. ماجد خمرة الى اعتبار هذه الندوة في رحاب المعرض، جلسة تأسيسية اولى للمؤتمر الوطني للحفاظ على الموروث الحضاري لحيفا. وقرأ خمرة مجموعة من قصصه القصيرة التي حاكها من الموروث الشعبي من حيفا التاريخية ولم يفته ان يتوقف عند "فاطمة الزعرا" والقصص الشعبية، التي استقاها من محيطه ومن عائلته الحيفاوية الاصيلة التي تحمل ساحة الخمرة التاريخية اسمها. وكان عضو بلدية حيفا المهندس هشام عبدو قدم تحية اكد فيها على اهمية المعرض مؤكدا ان مدينة تحترم نفسها في اي مكان في العالم، لا بد ان تولي اهتماما ورعاية لتاريخها الحقيقي والحفاظ عليه. واشار الى وجود بشائر لتغيير في التعامل مع توثيق هذا التاريخ في البلدية، لكنه تغيير غير كاف .
سميح القاسم يزور المعرض ويؤكد على أهمية عرضه في البلاد وخارج البلاد
قام الشاعر سميح القاسم في لفتة عزيزة بزيارة معرض "حيفا من هنا انطلقت" يرافقه الكاتب عصام خوري، واثنى القاسم على الجهد الذي بذل في اعداد هذا المشروع الكبير والمتميز، والمضامين الواسعة التي يتضمنها والتي تتجاوز اهميتها مدينة حيفا، ودعا القاسم الى انتقال المعرض واستضافته في مواقع مختلفة في البلاد وخارجها. وكانت مجموعة مختصرة من أصدقاء القاسم الذي أحب حيفا وأحبته، قد استقبلته في المعرض. وأضفت المعنويات العالية التي يتمتع بها سميح جوا من المرح والنوستالجيا على اللقاء الذي امتد لعدة ساعات. وقدمت له سعاد نصر مخول إحدى لوحاتها عن وادي الصليب تقديرا لزيارته، وقدم له الاستاذ فتحي فوراني كتابين من تأليفه تناولا نماذج من شعره، وقرأ عليه رسالة تهنئة مداعبة بعيد ميلاده الذي احتفل به القاسم مؤخرا. وأنشد المحامي رضا عزام بمشاركة سميح بعض الاغاني التي عرفتها ليالي السمر الحيفاوية المشتركة معه.
كذلك قام الشيخ رائد صلاح برفقة وفد من الحركة الاسلامية في حيفا بزيارة المعرض في كنيسة الملاك جبرائيل، في محطة الكرمل (حيفا العتيقة) وكان في استقباله لفيف من الشخصيات الحيفاوية، وأبدى الشيخ رائد اهتماما كبيرا بما يحتويه المعرض من مخططات ورسومات وصور تاريخية. واعتبر ان هدف الزيارة أن نعيش لحظات من الانتماء والارتباط مع الذاكرة والعواطف بجذور حيفا. وقال ان الرسومات المعروضة تمثل مراحل عديدة في تاريخ حيفا وجغرافيتها، بأحيائها ومواقعها. وأضاف الشيخ رائد: لا شك بأن هذه اللوحات والصور والمخططات تنعش ذاكرة الانسان، وتؤكد ان حيفا لا تزال على الخارطة، وما تزال تمثل وطنا وذاكرة وهوية وانتماء. وما تزال تمثل لنا تاريخا وحاضرا ومستقبلا. فكل هذه المعاني تضمنها المعرض الذي أقول انه كان إبداعيا بامتياز، وأؤكد شكري للاخت سعاد التي أبدعت في عرضها.
هذا وتقوم العديد من الصفوف المدرسية في حيفا بزيارة المعرض والاستماع الى محاضرات عن المدينة وتراثها. ويستمر المعرض مفتوحا في كنيسة الملاك جبرائيل في محطة الكرمل حتى 31.5.2012 أيام الثلاثاء والخميس والجمعة والأحد من الساعة الخامسة مساء وحتى التاسعة ليلا، وايام السبت من الساعة 11:00 صباحا وحتى الخامسة مساء.
|
25/5/2012
|