"أبو عرب" ابن الثمانين يغني لفلسطين والعودة
قدم في ابو ظبي اغاني واناشيد تحكي حكايات الشعب الفلسطيني
|
ابو ظبي من فاطمة عطفة: شهد مسرح أبو ظبي في كاسر الأمواج حفلا فنيا مساء الخميس أحياه الشاعر والمنشد الكبير أبو عرب بصحبة فرقة الدلعونة الموسيقية.
أقيم هذا الحفل بدعوة من مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، عملا بخطة المركز على أن يكون مسرح أبوظبي حاضنا للفن الراقي الذي يحمل عبق الوطن والتراث العربي ويقدم الثقافة بمفهومها الشامل.
قدم الفنان مجموعة من الأغاني والأناشيد المعبرة عن مكانة فلسطين في قلوب أبنائها وقلوب العرب والمسلمين جميعا، وكانت كل أغنية تحكي جانبا من حياة الشعب الفلسطيني ومعاناته اليومية في مواجهة الاحتلال، ونضاله في سبيل العودة ومحبة الأرض بزيتونها ومقدساتها، وكانت كل أغنية تصور حالة من واقع هذا الشعب في داخل فلسطين وفي أرض الشتات، وكانت آمال العودة تتردد في كلمات الأغاني، إلى جانب الفخر بالشهداء، وقسوة الأسر، وحرمان الأطفال من الفرح بالأعياد والأمل بالعودة إلى الوطن والتغني بأرض فلسطين وبحرها والأماكن المقدسة كالأقصى وصخرة المعراج، وطبيعة فلسطين الجميلة والغنية بالزيتون والقمح والزعتر.
قدم الفنان أبو عرب ألوانا من الغناء بين العتابا والموال والأهازيج الحماسية التي يترنم بها الشباب في الأفراح والمناسبات، وقد هزت كلمات هذه الأغاني مشاعر الجمهور الكبير الذي امتلأت به مدرجات المسرح، وكان لصوت المنشد تأثيره الوجداني الكبير بإيقاظ ذكريات الوطن، فأبكي العديد من النساء، وأطلق بعضهن الزغاريد ودفع الشباب للمشاركة في التصفيق وترديد مقاطع من الأغاني وراء المطرب الكبير، لمدة ساعتين ظل الحضور الذي غصت به مدرجات المسرح يسمع بإنصات 'أبو عرب' وما قدمه من أغاني تراثية فلسطينية منها 'ما نسيتك يا دار أهلي'، وأغنية 'يا يمة في دقة ع بابنا' وراجع ع بلادي' وهدي يا بحري هدي طولنا بغيبتنا' واختتمها بأغنية 'يوم الارض' بمناسبة يوم الارض الذي يوافق نهاية شهر الحالي.
وفي ختام هذا الحفل الفني الجميل المؤثر قدم الشاعر حبيب يوسف الصايغ مدير عام مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، درع المركز بدأ الحفل بالسلام الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، كما أن سعادة حبيب يوسف الصايغ كان في بداية السهرة قد رحب بالفنان بأن أشاد بشهداء فلسطين، وقدم قصيدة بعنوان 'محمد' أهداها للجالية الفلسطينية في دولة الامارات، وهي عبارة عن رثاء لمحمد الدرة، الذي اغتالته قوات الاحتلال لإسرائيلي. ومن أبياتها:ـ قال محمد، ألفّ، لحّن، غنى، أعاد، وبسمل
في يده حجرُ ، ثم مات وفي يده حجرُ، ثم عاش وفي قلبه صخرةُ....
ومما يذكر أن المنشد إبراهيم محمد صالح المعروف بـ 'أبوعرب' من مواليد عام 1931 - قرية الشجرة شمال فلسطين المحتلة، وهو معروف من شبابه بأنه شاعر المخيمات الفلسطينية ومطربها، ويعتبر ذاكرة حية للتراث الغنائي الفلسطيني. كان أبو عرب مولعا بالغناء منذ صغره وخاصة الغناء الشعبي الفلسطيني، ومن حياة المخيم كانت بداياته، حيث بدأ بالغناء وقدم الأغاني الوطنية والثورية، إضافة إلى الأغاني التي تعبر عن حنين اللاجئين الدائم إلى فلسطين. ويتمتع الفنان برصيد كبير وقد قدم خلال مسيرته الطويلة ما لا يقل عن 300 أغنية.
والفرقة الموسيقية التي رافقت الفنان في إحياء هذه الأمسية الغنائية الجميلة هي فرقة الدلعونا لإحياء التراث الشعبي الفلسطيني وهي تضم ثمانية عازفين متخصصين بإحياء التراث الشعبي الفلسطيني. وقد توجت الدلعونا كإحدى رائدات الشعبي الفلسطيني، حاصدة في مسيرتها العديد من الجوائز وشهادات التقدير المميزة من مهرجانات محلية ودولية. لقد حققت الدلعونا بين الفلسطينيين في الوطن كما في الشتات شعبية لم يسبق لها مثيل، حيث تحولت أغاني ورقصات الفرقة لأنغام يشدوها الفلسطينيون أو يرقصونها في مختلف أماكن تواجدهم.
11/3/2012
|