عكا ، حالة خاصة لا مثيل لها، هي ليست أزقة وأروقة، وحجارة ، وسوقا ، إنها أسطورة صمود مغناة، ولازمة لأنشودة الجمال والحب، عكا ماض ٍ عريق، أصل التميز، عكا هدير البحر الذي لا يتوقف ما تدفقت الحياة ونبضت،عكا هدير موج لا ينضب، عكا حكاية وطن عصيّ على الهزائم، لا شبيه لعكا إلا عكا، فابتكارات الشبيه لا تضيع الأصل، فالأصل عراقة وتميز وحضور والهام .
هي توأمة لحيفا ويافا وغزة وصور اللبنانية ، وإسكندرية الكنانة، ولاذقية الشام، معا تشكل أجمل وارقى لوحة فسيفسائية تاريخية، عكا بداية الكلمة، من غسان إلى درويش إلى عدنان فقحطان، عكا ميناء الصيادين وفنار التائهين، عكا منتهى العشق وبدايته، غمز وهمس ولمس بداية عائلة الحب، من مودة وهوى وصبابة، فعشق وولهٍ فتيهٍ ، فهيام وغرام .. إنها حب من ذلك الزمن معطر بعبق الربيع الأخضر، والطيب والعنبر إنها رائحة البرتقال والزعتر.
تعانق شمسها البحر كل صباح ومساء فالشروق فيها كما الغروب سبائك ذهبية مكنوزة، في كل زاوية فيها حكاية، وكل حجر فيها يحكي حكاية، حكاية لا تنتهي، حكاية ألم ووجع ، حكاية تصدٍّ وصمود ،حكاية عشق وشغف.
إنها ذكريات ماض ملتصق بنا، وحاضر متأصل بنا، ومستقبل نرنو إليه بأملنا هي الأصل والفصل، في معزوفة ناي رقيقة وزاوية صوفية، وعقد من البلور الصافي ونبيذ من العنب المعتق.
فعكا مرفأ الصيادين، وميناء العاشقين، وأنشودة المطر، وأهلها الصادقين، المتشبثين بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ،هي عمق الإحساس ولحن مسكون بالرقة والحنان ، هي سكون وعذوبة في ليلها وقمرها وهي نشاط وحيوية في يومها لا تسكت وضجيجها يقول ها أنا ذا هنا أنا هنا عكا قاهرة نابليون مرفأ الصيادين ملاذ العاشقين، أنا هنا مسجد أحمد باشا الجزار، أسوار لم يهزها هدير البحر إنها حكاية بدأت ولن تنتهي ، إنها رسالة للشرفاء في هذا العالم، نحن هنا ، جذورنا هنا، قلوبنا هنا، هي أصلنا وفصلنا هي بدايتنا ولن تكون نهايتنا إلا هنا .
لا جمال بدون عكا
ولا نور بدون حيفا
ولا فن دون يافا
ولا قوة دون لد ورملة
فلن تكون عكا إلا بعكا
مساؤك جميل ٌ وصباحك أجمل ْ
عن الجبهة
2/2/2012
|