ميلاد السيد المسيح..رمز لميلاد فجر الحرية - فتحي فوراني
|
ذات يوم قال المطران الوطني جورج خُضُر عبارته المدوية:- "لسنا كلنا مسلمين ولكن كلنا إسلاميون: بمعنى كلنا صناع الحضارة الإسلامية. نحن معا مسيحيين ومسلمين، صنعنا هذه الحضارة.
والقرآن الكريم يقدس رموز الدين المسيحي. فالسيد المسيح عيسى بن مريم يرد ذكره في القرآن 11 مرة، والسيدة مريم العذراء أكثر من 30 مرة. كما شرف القرآن الكريم السيدة مريم العذراء بسورة كاملة "سورة مريم" (سورة رقم 19). والقرآن الكريم لا يميز بين الأنبياء والمرسلين، فقد جاء قوله عزّ وجلّ "لا نفرّق بين أحد من رسله" (سورة البقرة 285).
فالقرآن الكريم لنا جميعًا مسلمين ومسيحيين، كما أن الإنجيل المقدس لنا جميعًا مسيحيين ومسلمين.
وكلنا مستهدفون- مسلمين ومسيحيين. وشعبنا بكل فئاته وانتماءاته وطوائفه مستهدف. نحن مستهدفون أرضًا وتراثًا وتاريخًا ولغة وحضارة. ولا بد لنا أن نكون يدًا واحدة. وقوتنا في وحدتنا. "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا" كما قال الرسول العربي (ص)
فحاضرنا واحد..ومستقبلنا واحد. نحن شركاء في الهمّ والغمّ وشركاء في الحلم.
نحن نرى في ميلاد السيد المسيح عليه السلام رمزا لميلاد عالم جديد يسوده السلام والعدل والمحبة.
نرى فيه رمزًا للتضحية من أجل كرامة الإنسان وحريته في أرض آبائه وأجداده.
وبدون التضحيات لا نصل إلى أهدافنا. وتظل التضحية أقصر الطرق لتحقيق الأهداف.
يقول الشاعر الطُغْرائي في "لامية العجم" المشهورة:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
ماذا يساوي الإنسان بدون أمل!؟
ونحن متفائلون ويحدونا الأمل باجتراح غد مشرق جميل يطل علينا من بين الغيوم السوداء.
نرجو أن يكون عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام شرفة خضراء نطل منها على حدائق الغد الأجمل.
نحن نرجو أن يكون بشرى لميلاد مبارك وشاهدًا على نهوض المعذبين في الأرض لمعانقة شمس الحرية والحياة الأفضل.
نحن نرجو وسنعمل حتى يسود الأرضَ السلامُ والناسَ المسرّةُ.
وكل عام وأنتم جميعًا بألف خير.
** (نص الكلمة التي ألقيت في الأمسية الميلادية التي عقدت على هامش مؤتمر اللاهوت الذي أقامه مركز "اللقاء" في بيت لحم، بتاريخ 15-16-17 من شهر كانون الأول من عام 2011)
25/11/2011
|