اكتشاف هام لفلسطين من خلال صور فوتغرافية نادرة تعود للقرن الـ 19 - أحمد مروات
عُثر في مدينة القدس على مجموعة البومات صور نادرة لفلسطين من القرن الـ 19 تحمل مشاهد لمدن وقرى فلسطينية متنوعة ومن أبرزها القدس يافا الرملة طبريا الناصرة صفد وحيفا وبيت لحم بالإضافة إلى مجموعة صور لنهر الأردن وأماكن مقدسة على الطريق الواقعة بين فلسطين وشرق الأردن حيث تظهر الصور وفود الحجاج المسيحيين ومن أبرزهم الروس الوافدين للاماكن المقدسة بفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر .

ففي بدايات انتشار الكاميرا والصور، وبداية الاهتمام الاستشراقي الغربي بالأرض المقدسة فقد استخدم الفوتغراف كوسيلة للاستبعاد، ونفي الفلسطيني وتأكيد الرواية اليهودية عن خلو المكان من السكان، فالصور الأولى التي التقطها رحالة ومصورون يعملون مع البعثات الأثرية، كانت دائما تعمل علي تحوير الحقيقة والاستعادة التاريخية للمكان وتشويه حقيقته، فالمصور الذي كان يعي أن هناك سوقا لصوره في المدن الأوروبية ـ فالملمح الديني واضح في صور المصورين الأجانب الذين زاد عددهم في القرن التاسع عشر، ويبدو ان ايديولوجية القرن التاسع عشر بما فيها من هوس استعماري ومحاولة لاستبعاد الاخرين تظهر بشكل واضح في اعمال المصورين الذين صوروا فلسطين، والغريب إن الكثير من الصور التي التقطت لفلسطين العثمانية كانت خالية من السكان، وفي غالب الصور التي التقطت للسكان نلاحظ ان فيها خداعا بصريا حيث يتكرر المشهد بطرق مختلفة لشارع أو شارعين من القدس التي حظيت بمعظم جهود المصورين.

إن أهمية الصور عن فلسطين في القرن التاسع عشر، وان كانت تحمل في طياتها رسالة دينية واستبعادية للفلسطيني تكمن في كونها لوحة تعود الي عصر ما يسمي الديغيروتايب وهي لوحات فريدة لا يمكن إعادة إنتاجها وبعد هذا العصر أصبحت الصور أكثر شيوعا. فقد كانت صور فلسطين في القرن التاسع عشر موجهة لاهتمام الأوروبي الذي ينظر إليها كأرض للميعاد والأرض المقدسة ولهذا تحولت هذه الصور الي ايقونات تباع مع بقية الايقونات والتحف المسيحية في المدن الأوروبية.

ولأهمية هذه الاكتشاف يتم التعرف على المعالم التاريخية المقدسة والاجتماعية التي اندثرت حاليا أو ما زال بعضا منها في بعض المدن الفلسطينية المغتصبة كالبنايات الأثرية في يافا والرملة والقدس والتي من خلال هذه الصور باستطاعة الفرد والباحث المهتم بالفلكلور والتاريخ الفلسطيني دراسة هذه المعالم وأهميتها في المجتمع الفلسطيني واثبات وجودها كمعلم ذات بصمات تاريخية تثبت ثقافة المجتمع الفلسطيني وفي عدة حقب .

من بين الصور مجموعة للمصور" BONFILS Felix ." 1831-1885 وهو مصور فرنسي الاصل قام بتصوير مئات الصور الفوتغرافية بفلسطين ومن اهم المدن القدس يافا الناصرة وغيرها من المدن المركزية بفلسطين وهي بطبعتها الاصلية مع ختم مذيل في آخر الصورة .

من بين الصور مجموعة للمصور التركي" Pascal Sebah" (1823-1886) وهو من اسطنبول وقد قام بزيارة فلسطين والتقط الكثير من الصور الفوتغرافية ومن أهمها القدس ويافا حيث كان التركيز على الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية ومن ابرزها كنيسة القيامة قبة الصخرة والأديرة والتكيات والأسوار والأبواب القديمة المحيطة بالقدس .

من بعض المجموعات أيضا صورا تظهر الجيش العثماني إبان الحرب العالمية الأولى بفلسطين وقادته وزيارة قائد الجيش الرابع ووزير البحرية جمال باشا وهبوط أول طائرة تركية في القدس عام 1915 وتظهر من حولها أهالي القدس وهي من تصوير الأمريكاني كولوني في القدس ومذيلة بتوقيعهم وأيضا تظهر حداثة القدس كمدينة عصرية راقية من خلال الأبنية والمعاهد والمؤسسات والآثار التاريخية .

تم اكتشاف الصور من قبل الباحث احمد مروات مدير أرشيف الناصرة الفلسطيني بعد بحث تم في مدينة القدس من خلال تبادل المواد الأرشيفية مع بعض الأصدقاء الأرمن من سكان القدس وهي عبارة عن خمس البومات من الحجم الكبير ويصل مجموع الصور الى 1500 صورة فوتغرافية بالنسخ الأصلية وبحجم الصورة 15 by 10 inches.


يافا 1880


الناصرة عام 1899


الناصرة 1879


القدس في العهد العثماني 1900


القدس 1890


القدس 1889


القدس 1880


القدس 1880 تصوير فليكس بونفيس


البوم صور عثماني



عن مؤسسة فلسطين للثقافة
13/3/2009




® All Rights Reserved, ABNAA' SUHMATA Association
  Best experienced using MS Internet Explorer 6.0, Screen is optimised for viewing at 800 x 600