صفحة البداية
عن الجمعية
حق العودة
عن سحماتا
أخبار سحماتا
مواقف ونشاطات
شهادات وذكريات
مقالات و دراسات
أخبار منوعة
فن, تراث وحكايات
قوس قزح
من رياض الثقافة
والأدب
أفلام وأغاني
صور سحماتا
دنيا الأطفال
تعزيات
روابط مميزة
دفتر الزوار
اتصل بنا
English

مالك ايوب



ألقطار

يمضي باستمرار
ليس له موقف
ولا محطة انتظار

يمر ويختفي
ثم فجأة يظهر

فيسود الذهول...
كما في كل مرة

حين يدنو منهم
تراهم مشدوهين
تفتحت أعينهم وارتخت أحناكهم
وبقيت آذانهم مصغية

لا أحد يهبط...

تُرى ..من صعد هذه المرة؟
ليته كان يقدر أن يؤجل رحلته!

غير أنهم يعرفون
أن الكلَ مسافرٌ

كثيرون منهم لا يتعجلون الركوب فيه
و يتعللون بعدم الجاهزية
ولو دام استعدادهم لذلك قرونا
ما جهزوا

تُرى ..من أولئك الذين يغشاهم السواد وقت الغروب
يركضون على سكة الحديد
وتتسارع خطواتهم حين يسمعون الصفير

ينظرون بهلع إلى الوراء خوف أنْ يدركهُم
فتصير خطواتهم تطير في الهواء
ثم لا يلبثوا أنْ يختفوا

وتفوح رائحة الأزل البعيد
من بين عجلات القطار المُغبَرِ من طول الزمان

حينئذ يسود الصمت من جديد

ثم يظهر من البعد السحيق
فارسٌ مِقدام
تحيط به هالة من نور

يسارع على جواده الأبيض ليلحق بالمقطورة الأخيرة
فيقف القوم مشدوهين

بالله مَنْ تكون؟
ألا فانتظر!
إنه سوف يعود!

غير أنه يمضى حثيثا
لا ينظر إلى الوراء
إلى أنْ يختفي

ويعلو في كبد السماء نور
وترتفع الأبصار

فينادي مناد
إنني الشهيد

وفيما القوم منشغلون
يمر القطار قربهم من جديد



زيورخ - سحماتا 12.3.2010



العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"


® All Rights Reserved, ABNAA' SUHMATA Association
  Best experienced using MS Internet Explorer 6.0, Screen is optimised for viewing at 800 x 600