|
|
مالك ايوب
ألقطار
يمضي باستمرار
ليس له موقف
ولا محطة انتظار
يمر ويختفي
ثم فجأة يظهر
فيسود الذهول...
كما في كل مرة
حين يدنو منهم
تراهم مشدوهين
تفتحت أعينهم وارتخت أحناكهم
وبقيت آذانهم مصغية
لا أحد يهبط...
تُرى ..من صعد هذه المرة؟
ليته كان يقدر أن يؤجل رحلته!
غير أنهم يعرفون
أن الكلَ مسافرٌ
كثيرون منهم لا يتعجلون الركوب فيه
و يتعللون بعدم الجاهزية
ولو دام استعدادهم لذلك قرونا
ما جهزوا
تُرى ..من أولئك الذين يغشاهم السواد وقت الغروب
يركضون على سكة الحديد
وتتسارع خطواتهم حين يسمعون الصفير
ينظرون بهلع إلى الوراء خوف أنْ يدركهُم
فتصير خطواتهم تطير في الهواء
ثم لا يلبثوا أنْ يختفوا
وتفوح رائحة الأزل البعيد
من بين عجلات القطار المُغبَرِ من طول الزمان
حينئذ يسود الصمت من جديد
ثم يظهر من البعد السحيق
فارسٌ مِقدام
تحيط به هالة من نور
يسارع على جواده الأبيض ليلحق بالمقطورة الأخيرة
فيقف القوم مشدوهين
بالله مَنْ تكون؟
ألا فانتظر!
إنه سوف يعود!
غير أنه يمضى حثيثا
لا ينظر إلى الوراء
إلى أنْ يختفي
ويعلو في كبد السماء نور
وترتفع الأبصار
فينادي مناد
إنني الشهيد
وفيما القوم منشغلون
يمر القطار قربهم من جديد
زيورخ - سحماتا 12.3.2010
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|