|
|
مالك ايوب
رسالة شهيد
|
في الذكرى الاولى لحرب غزة
اُماه لا تحزني إن لم أعد مساءً الى بيتنا الدافئ
ولا تقلقي ان بقِيَتْ الليلة مظلمة غرفتي
اُماه لا تنتظري طويلا ان تأخرَتْ عودتي
بل اروي الأزهار التي تركتُها لتكبُر في حديقتي
لا تصدقيهم إن قالوا إني كنت إرهابيًا وقاتلا
قولي لهم إنه كان يغني مع العصافير
يداعب موج البحر ويحنو على الرمال
قولي لهم إنه كان يقبل الأشجار
يُرافق الغيوم الى السهول
وتُسليه النجوم حين يسود الظلام
قولي لهم إنه كان يمسح دموع الأرامل
ويُعايد أولاد الشهداء
ويُصلي تحت سماء الوطن
رأيتُهم يقتلون الأطفال ويدوسون براعم الأزهار
يجرفون السهول ويحرقون الحقول والأشجار
رأيتهم يسدّون البحار ويغتالون القفار
رأيتهم حين أرادوا أن يكللوا شعر بناتهم بالازهار
قد حصدوا ورود حديقتنا
وحين أرادوا أن يبنوا لزوجاتهم قصورا
قد سرقوا حجارة قريتنا بعد أن دمروها
رأيتهم حين أرادوا أن يُدخِلوا الفرحة الى قلوب أولادهم
قد اغتصبوا البسمة عن شفاه اخوتي الصغار
رأيتهم يخنقون الهواء بالدخان الأسود فيموت السلام مَوْتهُ الأبدي
يُمزقون الوطن ويَحبسون النساء ويُحكِمُون سد القفص الحديدي
رأيتهم ينثرون الفوسفور الأبيض يوم ميلاد المسيح بدل الياسمين
لتتبارك إستر على عرشها الحريري
اُماه ... تعلمت أن أكون غاضبا وأن ارفع صوتي مع الفقراء
أماه ما كنت يوما غاصبا ولا ألقي على الناس البلاء
لستُ أنا مَنْ أسقط غصن الزيتون
ولا مَنْ اغتال الحمامة البيضاء
وسرق ألوان قوس قزح
فلا تحزني إن سكن الهواء
فغَيْبةُ عزٍّ خير من قَسْرِ البقاء
زيورخ - سحماتا 4.12.2009
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|