|
|
مالك ايوب
صرخة الأجِنـَّة
|
يا عدو أبي
يا عدو امي وجدي وجدتي
يا عدو أرضي و مائي و هوائي
أنا لم أرك
غير اني أشتم رائحتك واحس بك،
فأكره وجودك وأنا في بطن امي
أشعر بالخوف الذي يسري في دمها حين تقتربون
وحين تدوي رصاصاتكم في زواريب مخيم جنين
ينكمش كل جنين
حين تسري جنازير دباباتكم على الازقة والطرقات
وحين يدوي في سماء اهلنا أزيز الطائرات
نسمعكم ونشمئز منكم ونكرهم قبل أن نراكم
فنحن نعرفكم
ألستم من أقام الحواجز ورفع الجُدُر
ألستم من قسَّم الارض وجفف الماء وحرق الهواء
مع كل شروق نكرهكم ومع كل غروب نلعنكم
ومع كل نبضةٍ لقلب امي ندعو عليكم
فدعاء الاجنة عند الحاجز مُجاب كدعاء الناسك ليلا في المحراب
لستَ أنت الذي يَهـِبُ الحياة
فأنت نقمة هذا الزمان
ولست أنت الذي يرسل الخضرة الى النباتات ويلون الاغصان
|
 |
فأنت منشار الزمان
بل أنت الذي يحرق الاخضر واليابس ويفني الوجود ويقتل الايام
أنت محترف الموت وفنان الفناء وماسح الاحلام
فكل أجنة العالم يولدون
ثم رجالا أو شيوخا بعد ذلك يموتون
أما عند حاجزكم الملعون
فنحن نموت قبل ان نولد
و قبل ان نكون...
زيورخ - سحماتا 07.11.2008
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|