صفحة البداية
عن الجمعية
حق العودة
عن سحماتا
أخبار سحماتا
مواقف ونشاطات
شهادات وذكريات
مقالات و دراسات
أخبار منوعة
فن, تراث وحكايات
قوس قزح
من رياض الثقافة
والأدب
أفلام وأغاني
صور سحماتا
دنيا الأطفال
تعزيات
روابط مميزة
دفتر الزوار
اتصل بنا
English


هل يسقط الصمود الفلسطيني الجنرالات والقيادات الاسرائيلية؟.. - راسم عبيدات

... الجميع يعرف أن فشل الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/2006، قاد إلى الإطاحة بقيادات عسكرية إسرائيلية عليا وقف على رأسها وزير الدفاع الإسرائيلي"عمير بيرتس" ورئيس هيئة أركانه وقائد المنطقة الشمالية، حتى رئيس الوزراء الحالي المستقيل "أولمرت" جزء من أسباب استقالته عدا فضائحه المالية، هو متعلق بتقرير لجنة "فينوغراد" الرسمية والتي حملته هو وحكومته جزءا كبيرا من عملية الفشل والإخفاق في تلك الحرب العدوانية التي دامت ثلاثة وثلاثين يوماً.

واليوم، والحرب العدوانية على شعبنا الفلسطيني تدخل يومها السابع، يبدو واضحاً رغم حجم الدمار الهائل والخسائر الفادحة بشرياً ومادياً، أن حالة من التملل والخلافات بدأت تندلع بين أطراف القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية، والتي أقرت وقادت هذه الحرب العدوانية، من أجل مصالح حزبية وانتخابية، متوهمة أن الرقص على وثمن الدم الفلسطيني سيكون غير مكلف ورخيص، وأن هذه الحرب العدوانية ستكون سريعة وخاطفة. ولكن ما ثبت بالملموس على أرض الواقع، كان مغايراً لكل هذه التوقعات، حيث أن المقاومة الفلسطينية وجماهير شعبنا الفلسطيني في القطاع المحاصر والمتآمر عليه عربياً ودولياً، سطر صموداً منقطع النظير، بل وأن المقاومة بصواريخها والتي كان البعض يصفها بالعبثية والضارة استطاعت أن تضع عشر سكان إسرائيل تحت مرماها، وأن تثبت أن عصر الحروب الخاطفة ونقل المعركة إلى أرض الخصم قد ولى إلى غير رجعة.

وهذا الصمود البطولي والتلاحم المقاوم والنضالي بين كل فصائل شعبنا الفلسطيني، جعل العدو يتراجع حتى اللحظة عن شن حرب برية على القطاع، متوجساً ومتخوفاً من نتائج هذه الحرب والخسائر الفادحة التي قد يتكبدها نتيجة هذه الحرب البرية، والتي لن تعيد هيبة الردع لهذا الجيش المسمى بالجيش الذي لا يقهر، والذي استطاع حفنة من مقاتلي حزب الله في تموز /2006 ،أن يمرغوا أنف جنوده في الوحل، ويثبتوا أن هذا الجيش هو نمر من ورق، رغم كل ما يملكه من أحدث الأسلحة والتكنولوجيا والترسانة العسكرية، إذا ما قوبل بقيادة تمتلك الإرادة، وتبني وتؤسس نفسها على خيار ونهج وثقافة المقاومة، وملتحمة ومنصهرة مع هموم شعبها، ومستعدة للتضحية ودفع استحقاقات النضال والمواجهة، وليس سلطة أفرغت المناضلين من محتواهم النضالي والوطني، وحولت شعبنا إلى جيش من المتسولين والمرتزقة همهم الأول والأساس الراتب والترقيات والمناصب، ولم تكتف بذلك بل خصت خيار المقاومة والنضال وأسقطته من حساباتها، وبنت استراتيجيتها على خيار مفاوضات عبثية وعقيمة، حتى في ذروة ما يرتكبه العدو بحق شعبنا من مجازر وحشية وجرائم حرب. كان سقفها الأعلى تعليق هذه المفاوضات لفترة معينة، مع أن هذه الحرب العدوانية وفرت لها فرصة ذهبية للتحلل والتنصل والتخلي عن هذه المفاوضات ومراجعتها بشكل شامل كخيار ونهج، وهي تعلم أن العدو وقيادته الحالية والقادمة، لن تقدم أي تنازلات جدية له علاقة بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، وما تريده هي وأمريكا وأوروبا الغربية، هو ذبح وتصفية المقاومة في القطاع، تمهيداً لفرض شروطها واملاءاتها على الشعب الفلسطيني، وبما يضمن تصفية مرتكزات البرنامج الوطني الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة.

إن ما نحن متيقنين منه، هو أن هذه الحرب العدوانية قد فشلت في تحقيق أهدافها في فرض الاستسلام على شعبنا، وان المقاومة كما قال إسماعيل هنية ستخرج سليمة ومنتصرة من هذه المعركة، وستؤسس لنهج مقاوم على المستوى العربي، رغم إدراكنا أنه بعد انتهاء هذه الحرب العدوانية والمجرمة، سنجد هنا في الساحة الفلسطينية، كما حصل في لبنان، من يشكك في جدوى وأهداف هذه الحرب والمواجهة، وأن ما نتج عنها من دمار وخسائر بشرية ومادية ليس بالنصر والصمود، وأنها جاءت لخدمة أجندات غير فلسطينية، وكما جاءت تقارير لجان التحقيق والاستقالات في قمة الهرمين السياسي والعسكري الإسرائيلي، لكي تثبت صحة ما قاله حزب الله من تحقيقه لنصر استراتيجي وتاريخي على رابع قوة عسكرية في العالم، فإن الكثير من المحللين العسكريين الإسرائيليين، يقولون قبل أن تنتهي تلك الحرب العدوانية، بأن حماس وقوى المقاومة قد استوعبت الصدمة ومجرد صمودها رغم قلة وضعف إمكانياتها وإمداداتها العسكرية والمالية والتسليحية وما تخضع له من حصار، هو بحد ذاته انجاز ونصر يسجل للمقاومة الفلسطينية.

ولقد أثبتت حرب تموز/2006 وحرب غزة كانون أول /2008 أن هناك عاملان مهمان في كسب هذه المعركة والصمود رغم الفرق الهائل في الإمكانيات وموازين القوى، ألا وهما إرادة صلبة ومقاومة وقيادة تؤمن وتبني وتؤسس لخيار ونهج المقاومة ولديها وضوح في الرؤيا والأهداف.

لم يعرف التاريخ البشري الحديث حرباً أكثر جبناً من الحرب التي تشن فيها إسرائيل، بكل ترسانتها العسكرية وأحدث طائراتها هجوماً بربرياً ووحشياً على أهداف مدنية بحتة من مدارس ودور عبادة ومشاف ومساكن مدنية في قطاع محاصر أشبه بالسجن، والجنرالات والقيادات الإسرائيلية التي شنت هذه الحرب، تقول بأنها لن توقفها ما لم تحقق أهدافها. وأهدافها معروفة ومكشوفة، ألا وهي تقويض قوة حماس والمقاومة ومنعها من تشكيل ميزان رعب يفرض على إسرائيل اشتراطات في أي تهدئة أو هدنة أو تسوية قادمة. ووقفها بدون تحقيق هذه الأهداف معناه، وهذا ما هو وارد حصوله، أن الدم الفلسطيني المستباح بمشاركة وغطاء من بعض أطراف النظام الرسمي، لن يزيد من شعبية أحزاب"كاديما والعمل" لا في الحكومة ولا في البرلمان، بل أن مثل هذا الإخفاق سيقود إلى الإطاحة برؤوس قياداتها السياسيين والعسكريين، وبالتالي من سيخلف هذه الأحزاب المتراجعة والمتآكلة شعبيتها، هو الأحزاب الأكثر يمينية من "الليكود وإسرائيل بيتنا" وغيرها.

وبانتظار وقف وانتهاء العدوان الوحشي والهمجي على شعبنا الصامد ومقاومتنا البطلة في القطاع، فإن تداعيات هذا العدوان وربما قبل بلوغ نهايته، ستكون شبيهة بنتائج حرب تموز العدوانية/2006 على لبنان، حيث أطاحت برأس الكثير من القيادات العسكرية الإسرائيلية، وخرج حزب الله اللبناني أكثر قوة منها، وأصبح قوة يحسب لها ألف حساب. والمقاومة الفلسطينية التي نرى أنها ستخرج منتصرة من هذه المعركة، ستساهم هي الأخرى في فرض معادلات جديدة في التسوية مع إٍسرائيل، وستشد من عضد قوى المقاومة العربية، وسيصبح حملة ودعاة نهج وخيار المقاومة أكثر قوة وصلابة وشعبية وحضوراً، وسيشهد نهج ما يسمى بالاعتدال والواقعية حالة من التراجع والتدهور والإنهيار.

وبانتظار حسم نتائج هذه المعركة، فإنه لا خيار أمام شعبنا سوى الصمود والمقاومة، ولا خيار أمام كل القوى المؤمنة بهذا الخيار سوى التوحد، وإذا كان قادة الإرهاب في العالم قالوا، من ليس معنا فهو ضدنا، ففي هذه المرحلة من ليس مع المقاومة فهو ضدها والتاريخ والتراث لا يشفعان لأحد.


2/1/2009




® All Rights Reserved, ABNAA' SUHMATA Association
  Best experienced using MS Internet Explorer 6.0, Screen is optimised for viewing at 800 x 600