|
|
العودة الى صفحة: صور ومقالات تخص "مسرحية سحماتا"
عرض مؤثر لمسرحية "سحماتا" في سحماتا
سحماتا - لمراسل خاص -
  
عرضت مساء الجمعة الماضي 98/8/21 مسرحية "سحماتا" بعد الخامسة والنصف على ارض القرية المهجرة...
وقد غصّت الباحة بجوار الكنيسة الحزينة وركام البيوت بأهالي سحماتا الذين تسكن قريتهم في قلوبهم، باشتراك عدد من ممثلي القرى المهجرة، والقرى المجاورة، ومن حيفا، والناصرة والمثلث والجليل وشارك عدد من القوى الدمقراطية اليهودية، بالاضافة الى وسائل الاعلام التي غطت هذا الحدث الهام.
وقبيل بدء المسرحية رحّب وجيه سمعان باسم جمعية ابناء سحماتا، وجميع اهالي سحماتا بالفعاليات السياسية والشعبية والثقافية ورجال الفكر من كتّاب وشعراء وفنانين، كما وحيّا القوى الدمقراطية اليهودية ووسائل الاعلام، وأثنى على كاتبي المسرحية ادوارد ماست وحنا عيدي الذي اخرجها ايضا. ونوّه بموقف اللجنة القطرية الشجاع للمهجرين ومؤسسة "عدالة" لوقوفهما الى جانب جمعية ابناء سحماتا، لافشال محاولة مجلس "معاليه يوسف" والشرطة لمنع عرض المسرحية على ارض القرية المهجرة.
سحماتا، تعني لنا نحن اهل سحماتا - قال وجيه - انها واحدة من 418 مدينة وقرية هجّر اهلها قسرا في الوطن او مشردون في المنافي والشتات، ومن هذا الفهم الخاص والعام للقضية كنا من مؤسسي اللجنة القطرية للدفاع عن المهجرين ونعمل اليوم تحت لوائها. واضاف ان هذه المسرحية المحبوكة فنيا هي كالساقية التي تصب في بحيرة الابداع الفلسطيني.
ثم تلاه المحامي واكيم واكيم، سكرتير اللجنة القطرية للدفاع عن حقوق المهجرين وأثنى على نشاط جمعية ابناء سحماتا، الذين اقاموا فقط قبل حوالي اسبوع ملتقى ناجحا لاطفال سحماتا على ارض قريتهم المهجرة، تعرفوا فيه على معالم قريتهم وغنوا لها وللوطن.
ان اهل سحماتا سوية مع باقي المهجرين يرفعون عاليا لواء العودة الى قراهم وديارهم، ولن نتخلّى ابدا عن هذا الحق، وان شعبنا معنا، والشرعية الدولية اقرّت لنا بهذا الحق..
ان المسيرة طويلة، ونحن ننقل الرسالة من جيل الى جيل، ولن تثنينا سياسة حكام اسرائيل العنصرية من متابعة هذا الطريق. لقد خسرنا كل شيء، ولم يبق لنا الا كرامتنا يستطيع حكام اسرائيل تأجيل عودتنا ولكننا نقول بصوت عال ومدوٍ أنه لن يكون هناك سلام عادل ودائم ما دام هناك لاجئون ومهجرون.
ان مسيرة العودة قد بدأت.. ولن توجد قوة في العالم تثنينا عن متابعة مسيرتنا الطويلة والصعبة هذه.
وكانت الكلمة الاخيرة قبل بداية المسرحية للمدير الفني لمسرح "الميدان" فؤاد عوض الذي شكر الحضور باسم مسرح "الميدان" وهيئته الادارية مثمّنا حضورهم الى هذا الحدث الهام، وتوقف عند دور المخرج حنا عيدي وادوار ماست في كتابة المسرحية واخراجها.
وثمن عاليا التفات حنا عيدي الى هذا الموضوع الوطني والانساني الذي يستحق كل تقدير.
هذا، وكان فرح اهالي سحماتا وتقدير الجمهور الواسع قد فاق كل التوقعات وانهمرت دموع العديد اثناء عرض المسرحية. ثم كانت كلمة قصيرة لحنا عيدي بعد العرض، شرح فيها موضوع المسرحية واخراجها للنور، وغص بالبكاء عندما اشار الى جيرانه من اهالي سحماتا الذين اوحوا له بكتابة هذه المسرحية.
ثم قدم مسرح "الميدان" باقات الورود الى المخرج حنا عيدي وادوارد ماست والى الممثلين لطف نويصر وميسرة مصري وبقية طاقم المسرح. واخيرا، قدّم وجيه سمعان باسم جمعية ابناء سحماتا هدية رمزية الى كل من ادوارد وحنا، شاكرا مسرح الميدان والجمهور الكريم.
هذا، وقد ترك اهالي سحماتا قريتهم بعد هذه العودة، الرمزية، شاعرين ان الارض حزينة وراءهم.. عاقدين العزم على العودة الدائمة. الى قريتهم الحبيبة.
(صحيفة "الاتحاد" - 24 آب 1998)
العودة الى صفحة: صور ومقالات تخص "مسرحية سحماتا"
| |
