|
|
أحمد أيوب أيوب
وفاء كلب وعدالة سماء - أحمد أيوب أيوب
لم يكن حفل زفاف نديم وصديقة عمره داليا حفلاً تقليدياً. إذ لم يقتصر على المشاركين من أهل القرية فقط. بل شاركت أعداد غفيرة من ثلاث قرىً مجاورة. اتسم الحفل بمساهمات فنية وشعبية متعددة.أخذت طابعاً فولكلورياً وطنياً اتسع حتى بدا كأنه كرنفال كبير.
يعود الفضل في هذا الحفل الضخم للسيد أبو نديم المعروف بكرمه، وسخاء كفه لطالبي العلم، ولمن يقصده من ذوي الحاجة. علاوة على مساهماته الكثيرة في الأعمال الخيرية في المنطقة بشكل عام. أضف إلى ذلك تشعّب علاقاته الواسعة مع وجهاء القرى ا لمجاورة ، ورجال الأمن والمسؤولين في الدوائر والمؤسسات الحكومية.
*********
كان نديم وحيد والديه، السيد مردم بيك، والسيدة أوديت والدته، اللذين لم يرزقا من الذرية سواه. لذا ما إن تخرج نديم من الجامعة مؤهلاً بشهادة الحقوق (المحاماة) بامتياز حتى عمل في مكتب أحد كبار المحامين المشهورين في تولي القضايا والمرافعات المستعصية والدولية في العاصمة. لم تمض سنوات قليلة حتى افتتح نديم مكتباً للمحاماة خاصّا به .
تحت إلحاح والديه قرر "المحامي" نديم أن يكمل نصف دينه. فكانت حفلة زفاف مميزة لم تشهد المنطقة مثلها من قبل. فقد طغت عليها أجواء الشرق بعبقها التاريخي الذي يذكرك بليالي ألف ليلة وليلة. إذ استمرت حتى انبلاج الفجر. بوصول ثلاث سيارات ليموزين بيضاء، لتقل العروسين، وحاشيتهما من الأهل والأحباب المقربين، إلى مطار بيروت الدولي حيث الطائرة التي سيغادر العروسان على متنها إلى باريس لقضاء شهر العسل في ربوع فرنسا .
بعد انقضاء رحلة شهر العسل، وعودة نديم وعروسه إلى بلدهما، انتقل نديم وعروسه ليعيشا في العاصمة، قريباً من عمله. وبعدها نشط نديم في عمله، وكثرت الاستشارات والقضايا الموكلة إليه. وأصبح معروفاً لدى المحاكم. ما إن يترافع عن قضية حتى يكسبها. توسعت أعماله، ازداد عدد المحامين المتخصصين في مختلف القضايا العاملين في مكتبه، وأصبح مشهوراً على مستوى الدولة، خصوصاً في القضايا الصعبة والمعقدة.
ضحكت الدنيا لنديم. وكانت سعادته لا توصف، كما ارتفعت أسهم والده في المنطقة كلها. زادت مساهماته في المشاريع الخيرية، وأصبحت دارة أبو نديم مشرّعة الأبواب لكل محتاج يطلب خدمة. غير أن حلاوة الدنيا تغير طعمها، فهي لا تدوم لإنسان .(إذ دامت لغيرك ما اتصلت إليك ). ولأن دوام الحال من المحال.
صبيحة أحد الأيام، ونديم متوجهاً إلى عمله. فوجىء بسيارة مسرعة قادمة من الاتجاه المعاكس. لم يستطع قائدها أن يتحكم بها. حاول نديم تفاديها بأن انحرف إلى اليمين وبسرعة فاصطدم بعامود معدني كبير للإنارة. نقل على إثره للمستشفى بحالة خطرة . أسرع والداه إلى المستشفى. وتوافدت الجموع من الأهل والأقارب. وازدحمت السيارات لكبار الشخصيات والمسؤولين أمام بوابة المستشفى، وتقاطرت الوفود من وجهاء القرى والمعارف، للاطمئنان عن صحة (المحامي نديم مردم بيك)
أيام قليلة مّرت، استقر بعدها وضعه الصحي، واطمأن الأطباء على وضعه العام. إلاّ أن وجوه الزائرين، كانت تبدو كئيبة عند خروجهم من عنده. وتدعو الله أن يمنح والديه العون ويلهمهما الصبر. ويعيد لولدهم بصره الذي فقده. داليا التي لم تفارق زوجها لحظة واحدة منذ وقوع الحادث، كانت تبدو حزينة جداً، وتعاني من وضع نفسي صعب مغلف بالكآبة والضياع .إذ لم تكن تتصور في يوم من الأيام أن تدمر سعادتها بهذا الشكل وبتلك السرعة، فكانت صدمة لها.
بقي بضعة أسابيع تحت العلاج. محاطاً باهتمام نخبة من ذوي الاختصاص بطب وجراحة العيون. الذين قرروا الاستعانة بأحد المتخصصين الأجانب بالكلاب المدربة لقيادة المكفوفين. فأحضر له كلباً مؤصلاً، من سلالة راقية مدرّبة، وابتدأ معه في برنامج تدريبي يفي بحاجة نديم للأماكن التي يرتادها. والأماكن التي يرغب في الوصول إليها بشكل آمن.
لم يمض شهر على وجود (رودي) الكلب في بيت نديم . حتى استوعب طابوغرافية البيت من الداخل والخارج. واستطاع بذكائه الخارق أن يفهم طباع نديم من خلال خلجات صوته وحركات يديه. فما إن يشعر(رودي) أن نديم مسرور حتى يبدأ في الدوران حوله متراقصاً يهز ذنبه مبتهجاً. وإذا شعر بأن الأمر عكس ذلك، تراه يقترب منه متباطئاً ويجثو أمامه، وعيناه مصوبتان نحو نديم، ينبح بصوت منخفض وكأنه يتساءل عما حصل. يراقب ملامح وجهه، وكأنه يستلهم ما في فكره، من خلال تعابيره، وفي أحيان أخرى كان رودي يقترب حتى يقف أمام نديم، ثم يبدأ في النباح بدون توقف وكأنه يبلغه رسالة معينة فيدرك أن هناك شيئاً ما يريد إبلاغه إليه. عند ذلك يقف ممسكاً بالرباط، فيجري الكلب أمامه حتى يصل به إلى حيث كانت داليا، وقد نسيت أن تقفل جهاز التلفزيون قبل خروجها، وبقي صوته عالياً فيقف. ويقفله، مربتاً على ظهر(رودي) ويمسح على رأسه ملقماً إياه بعض الطعام. أما إذا ما ناداه وهو بعيد عنه فسرعان ما كان يعدو إليه، ويثب عليه مهمهماً كأنه يقول له لبّيك . . . ! فيعانقه نديم ، ويملّس له برؤوس أصابعه على رأسه وظهره فيثير عاطفة الكلب الذي بدوره يأخذ بلعق وجه نديم وكأنه يقبّله.
ما إن يجلس نديم على الكنبة، حتى يجثو(رودي) أمامه واضعاً كلتا يديه على ركبتي صاحبه محملقا بوجهه وكأنه ينتظر صدور أوامره . فيحدثه نديم قائلاً: إسمع يا رودي ....! أنا ..! لم أرزق حتى الآن بالأبناء، ولكنك بالنسبة لي لستَ بأقل مما لو كنت ابني. وأنا أعرف أنك وفيٌّ، مخلص، ولن أتخلى عنك، وستبقى عندي معززا مكرما . فيهز (رودي) ذنبه ويصدر صوتاً وكأنه يضحك مسروراً. ويتابع نديم حديثه للكلب. أنا فقدت عينيّ فلا أرى. وأريدك أن تبقى مفتح العينين لترى بدلاً مني، فتحرسني وتصون بيتي. فينبح الكلب، ويعود يلعق من جديد وجه صاحبه وكأنه فهم معنى كلامه. فيخرج نديم بعض حبوب الطعام المجففة ويلقمه إياها.
اعتاد نديم أن يكون "رودي" إلى جانبه دائماً حيث كان ، حتى أثناء جلوسه مع داليا وقت تناول الطعام. فيلاطفه ويحدثه، ويناوله بعضاً من أفضل مما يأكل من الطعام. وهذا الحرص وهذا الدلال " لرودي" من نديم. كثيرأ ما كان يثير حفيظة داليا. إذ صارت تشعر، أن "رودي" أصبح شريكها في نديم، ويأخذ حيزاً كبيراً من مكانتها عنده. فبعد أن كان نديم يتفنن كيف يضع لها الطعام في فمها، وبعدما كان اسم داليا يتردد دائما على لسانه مدلعاً إياها .. "دودو، وفؤآدي، وعمري"، أصبح "رودي" الآن هو المدلل الذي يطعمه. و"رودي" هو الاسم الذي لا يتوقف عن مناداته. ولأن الظروف التي يمر بها نديم صعبة، ويعيش حالة نفسية مؤلمة، مما يمنعها من مجاهرته بما يعتمل في صدرها من أحاسيس مؤلمة مكبوتة. إلاّ أن طاقة داليا لم تعد تحتمل ما يصدر من نديم من سلوكيات مهما كانت الأسباب وإن كانت بسيطة ولا قيمة لها.
كانت داليا تتعمد أن تطلب من نديم الخروج وإياه سوية، لزيارة بعض الأصدقاء، أو الذهاب لشراء بعض الحاجيات. لكن . . . ! دون أن يرافقهما "رودي" إلاّ أن نديم كان يبدي اعتراضه بشدة ولا يوافقها على ذلك. وربما راود ت نديم بعض مشاعر الغيرة التي تشعر بها داليا. لكنه في الوقت نفسه صار هو شديد الحساسية، وتراوده بعض الشكوك في الآخرين. كونه لا يستطيع أن يرى ملامح وجوههم، أو يقرأ نظرات عيونهم كما في السابق. ولذلك فقد كان يصر على اصطحاب "رودي" معه أينما ذهب ..معللا الأسباب بضرورة وجوده معه كي يتعرف على كل الأماكن التي يرتادها والتي يحتاج التردد عليها. وبسبب التناقضات المستجدة من الطرفين. فقد تكوّن لدى نديم شعور بالحذر والترقب والشك وعدم الثقة بالآخرين، نتيجة للفراغ المظلم الذي يعيشه. ومع الأيام ازداد تباعد بعض الأصدقاء عنه، وهذا ما ولّد لديه مشاعر حساسة، وأصبحت تستفزّة أبسط الأشياء، وتنتابه بعض العوارض الجسدية، جرّاء انعزاله، مثل: ضيق التنفس، ونوبات من السعال، أو شعور بالاختناق، وتسارع ضربات القلب، وأحيانا سوء الهضم، جفاف الحلق، ضعف الشهية، احتباس البول، والصداع، والأرق، والشعور العام بالانحطاط والتعب. بالإضافة إلى بروز عامل مهم، هو التراجع في الرغبة الجنسية لديه. فكان هذا العامل هو القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة لداليا .
بعد أن كانت الحياة الزوجية بين نديم وداليا متسمة بالتماسك، وتسودها البهجة والسعادة قبل الحادث. إلاّ أن التخلخل، والتباعد، وانطفاء وهج الحياة الزوجية أصبح ظاهراً، وبدا كل منهما يدير ظهره للآخر. لا يهمه إلاّ السعي وراء اهتماماته ونزواته الخاصة. وأصبحت حياتهما تتحول رويداً رويدا إلى ما يمكن تسميته "البيت الفن" بالإضافة لبعض العوامل الخارجية التي أصبحت تفرض نفسها، وتؤدي إلى التصدع. مثل عوامل الخسارة المالي وراء مكتب المحاماة، وانهيار المكانة الاجتماعية للمحامي نديم،. وابتعاده عن ممارسة المهنة. كل تلك العوامل والمستجدات ولدت لدى نديم إنكفاءً، وإحباطاً نفسياً مغشىً بالمرارة. فانعكس ذلك على داليا وأصبح لديها وقائع جديدة، ترى من خلالها أن الحياة الزوجية، أصبحت فارغة من المضمون الذي تطمح إليه كل زوجة وضياع تطلعاتها إلى بناء حياة جديدة ذات مستوىً اجتماعيٍّ راق .
أصبحت المشاكل والصراعات شبه يومية، كثرت زيارات داليا لمكتب المحاماة، بحجة تفقد سير العمل، تتنازعها أفكار شيطانية، لإشباع رغباتها الجامحة التي أصبحت تفتقدها عند نديم . مما أدى إلى ازداد الشرخ بينهما. وسقط عامل الاحترام الذي كان بينهما. فانطوى نديم على نفسه، يسيطر عليه الإحساس بالإحباط الشديد والدونية وتحقير الذات. وطغت عليه الأفكار السوداوية باللجوء إلى الانتحار أكثر من مرة. ولم ُيعط الفرصة لتحقيق ذلك. فقد داهمته نوبة من السعال المتواصل، نقل على أثرها إلى المستشفى. وباءت جهود الأطباء كلها بالفشل. وتوقف قلب نديم عن الخفقان . . . واسلم الروح.
لم تبق داليا طويلاً في القرية بعد إتمام إجراءات الجنازة، وانقضاء الفترة المقررة لتلقي واجبات العزاء. حتى عادت إلى بيتها في العاصمة الذي كان نديم قد سجل كل شيء فيه باسمها.، حتى السيارة، وعقد التأمين على الحياة لصالحها..بالإضافة لمبلغ كبير من المال في البنك، ونصف ملكية مكتب المحاماة ونصف عائداته إليها .
خلا الجو في بيروت لداليا. وأعادت الكلب الذي استودعته عند بعض الأصدقاء خلال فترة الحداد التي قضتها في القرية. لم يحظ "رودي" بالاهتمام والرعاية التي كان يوليها إياه نديم بعد غيابه، ولا بالمودة التي كان يغدقها وهو بقربه. وأصبح عدم الإهتمام والحرمان واللامبالاة هو الواقع الذي يعيشه في كنف داليا التي أصبحت تركز جل اهتمامها على سامي زميل زوجها في مكتبه، بشكل حب جامح، لتعويض ما تعتقد أنها حرمت منه. هذا المنح المفرط في العواطف، جعلها قليلة الاهتمام " برودي" ولا تأخذ في الحسبان ذكاءه، وإخلاصه ووفاءه لنديم .
كثرت زيارات سامي لداليا في بيتها. وصارت عيون بعض الجيران تلحظ وترصد ذلك. أصبح خروج داليا مع سامي المحامي زميل زوجها بسيارتها يومياً شبه عادي، يتناقله الجيران فيما بينهم باستثناء (العم أبو حفيظ) حارس البناية الذي يغدق عليه سامي بالمال من حين لآخر .
خرجت داليا وسامي ذات صباح من البيت، غير آبهة "لرودي" وكأنها تنتقم منه، أو تشفي غليلها منه عن الأيام السابقة. فتركته دون طعام أو شراب. وبعودة داليا ليلا برفقة سامي. وجدت " رودي " يجثو على الأرض تحت صورة نديم . وهو في حالة إعياء شديد. لم تبد اهتماماً بذلك، سوى أن أحضرت له بعض الطعام والشراب ووضعته أمامه. وذهبت إلى باب الشقة الخارجي فأقفلته. ودخلت مع سامي غرفة النوم دون أن يعيرا اهتماماً إلى أن باب غرفة النوم لم يكن مغلقاً تمامأً . لحظات مرت كانت داليا وسامي خلالها في نشوة حب عارمة، عندما فوجئا "برودي" يهجم عليهما كأنه الأسد الهصور، بشراسة نادرة، مثخنا فيهما الجراح بكافة أنحاء جسديهما وهما في عري كامل .
حاول سامي التخلص من الكلب بكل وسيلة ممكنة. وتمكن بعد جهد مضن، من الإفلات من هجوم "رودي" والهروب من الشقة في حالة رعب وهلع شديدين. حافياً، شبه عار بملابسه الداخلية، يحمل باقي ملابسه، ومفاتيح سيارته لا يلوي على شيء . إلاّ أن " رودي" ازداد شراسة، ولم يترك داليا إلاّ بعد أن قضى عليها تماماً ولم تعد تبدي حراكاً .
انتبه العم حفيظ أثناء جلوسه أمام مسكنه أسفل البناية ، لرجل يخرج راكضا، وهو شبه عار، والدماء تغطي وجهه. فلحق العم حفيظ به إلاّ أن ذلك الرجل، فتح سيارة سامي وقادها مسرعاً، فعرف أنه سامي .عندها صعد إلى شقة داليا فوجد الباب مفتوحاً، ورأى بعض نقاط من الدم على الأرض، وجمهرة من الجيران الذين تجمعوا إثر الضجة والصراخ التي وصلت إلى مسامعهم . إتصل أحد الجيران بمركز الشرطة..دقائق وصلت بعدها سيارة الشرطة ورجال النيابة، ثم سيارة إسعاف، فوجدوا داليا في السرير عارية تماماً، تسبح في بركة من الدماء. بعد معاينة النيابة، والطبيب الشرعي، أفاد الطبيب : أن الضحية أصيبت بصدمة عصبية من هول المفاجأة التي أرعبتها ولم تكن تتوقعها، فأفقدتها الوعي وبقيت عيناها شاخصتين، وتوقف قلبها نتيجة العنف الشديد وماتت.
واستطرد الطبيب قائلاً: أن شريك الضحية في هذه الجريمة، ربما يكون قد تناول جرعة زائدة من المخدرات، أفقدته صوابه وتصور نفسه حيوانا مفترساً فهجم على ضحيته بهذه الشراسة، بعد أن قضى وطره منها.
نقلت الجثة لأحد المستشفيات. وبعد جمع الأدلة الأولية، واتساع التحقيقات، ظهرت أدلة جديدة، قبض بعدها على سامي. أفاد التقرير: أن الضحية حاولت الدفاع عن نفسها من شريكها في الفراش. فتركت آثارا دامية على وجهه وأنحاء متفرقة من جسمه . ولم تفد سامي كل مرافعاته وهو المحامي. فأدخل السجن، حتى يتم جمع المزيد من الأدلة واستكمال التحقيقات.. والإجراءات القانونية، كي يأخذ التحقيق مجراه .
صدر تصريح بدفن جثة داليا التي لم يحضر أحد من أهلها إجراءات الدفن . وبعد أسبوع من دفن جثة داليا. توصل التحقيق لحل اللغز في القضية. إذ وجد الكلب "رودي" عند قبر نديم ميتاً نتيجة طعنة بسكينٍ كان سامي قد طعنه بها أثناء دفاعه عن نفسه .
حكم على سامي بالسجن خمس سنوات مع التخفيف إلى ستة أشهر .
وأقفل ملف القضية .
صيدا ـ لبنان
20/11/2009
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|