|
|
أحمد أيوب أيوب
لآ تضيع وقتك في قراءة ما لا يفيدك - فلا تقرأ هذا المقال
عزيزي القارىء ....
لا شك أنك تقرأ كثيرا، وكونك من محبي القراءة، فإنك
ستقرأ هذا المقال . ولكن نصيحتي إليك، هو أن لا تقرأ هذا المقال .لأن قراءتك له لن تفيدك بشيء ، ولن تعود عليك بمعرفة جديدة . وبذلك تكون قد أضعت وقتك سدى ، وهدرت وقتك من أجل شيء لا قيمة له . وبما أن وقتك هذا ثمين ، وكما يقال : فإن الوقت من ذهب . فإن أصررت على قراءته فستكون بذلك قد استبدلت ذهبك بنشارة من خشب لا فائدة منها سوى أن تنثرها على الأرض لتدوس عليها .
فهلا سمعت نصيحتي أم لا تزال مصرا على إتمام قراءته .....؟ إن توقفت عن القراءة ، فقد كفيت نفسك شر القتال .وإن لم تتوقف فعجيب أمرك . إذ إنك قد قرأت ما قرأت ولم تصل لنتيجة مع هذا تأبى إلاّ أن تكمله حتى النهاية . مع أنني نصحتك منذ البداية بعدم قراءته لأن المقام لا يناسب المقال وهو بمجمله فارغ من المعنى ولا فائدة فيه تذكر، ولا يشد الاهتمام .
والمثل الشعبي يقول ( شي ما منو دخانو بيعمي )
على كل حال إن شئت أن تكمل فأنت حر . لكن اللهم إني بلّغت .
اللهم فاشهد . لقد أصابك ما أصاب صاحبنا الحمال مع الذي اشترى كيلو من الخيار،فشاهده الحمّال فلحق به يسأله أن يحمل له كيس الخيار فرفض. ولكن الحمّال لم يقطع الأمل ، وبقي متابعا الرجل وبإلحاح لكي يحمل له الكيس، وبحنق قال له الرجل خذ احمله . فحمله .وصار صاحب الخيار كلما مشى قليلاً يأخذ خيارة ويأكلها وهكذا حتى أتى على كيلو الخيار كله . والحمّال ما يزال سائرا وراءه بعدما رمى الكيس الفارغ من يده.
وكان الرجل قد وصل إلى بيته وهمّ بالدخول .فطلب منه الحمّال الأجرة. فالتفت
الرجل إليه. وقال : ولماذا الأجرة وأنت لا تحمل لي شيئا.....؟
وهكذا أنت لا تزال تكمل القراءة وأنت لم تستفد مما قرأت شيئا
لقد أضعت وقتك في قراءته تماماً كما أضعت وقتي أنا في كتابته .
غير أنك قد وضعت نفسك في مكان الحمّال، وهذا ما لم أرده لك . ونصحتك ولم تسمع النصيحة . على كل حال ،فأنا واثق أنك ما زلت مصرّّاً على مواصلة القراءة ، لا بأس، فلن يلومني أحد بعد كل ما قلته لك . ولن يكون الآتي أفضل مما مضى ، وخيّرتك فلم تقبل خياري . ولربما ليس لديك شيئ تشغل نفسك فيه . وتريد أن تمضي وقتك كيفما اتفق. فلا بأس، فبإمكانك أن تحصد الفراغ، وإن حصدت ، فصدّقني أنك لن تجني من الحصاد إلاّ هراء ..
إن الوقت يمضي يا عزيزي القارىء ولم تستفد حتى الآن شيئا وتضيّع وقتك . والوقت سيف إن لم تقطعه فيما يفيد فسوف يقطعك . فاحرص على وقتك، وسخّره فيما يعود عليك بالفائدة . وأخشى يا عزيزي إن استمررت في القراءة واكتشفت في النهاية أنني لم آت بجديد أن تقول إن من يقرأ لهذا الكاتب هو كمن يدق الماء ، أو كمن يطحن الطحين. ولكن ما ذنبي ....؟ وليس لديك استعداد لتقبل النصيحة .
هل تظن أنني خدعتك ...؟ أو أنني لم أصدقك القول ..؟ هل هناك من مغريات فيما قرأت جعلتك متحمّساً لمواصلة القراءة....؟
لم أسع لذلك مطلقاً . ولكن دعني أطلب منك الآن أن تستريح قليلاً ،
نعم خذ نفساً عميقاً ......تبسّم لتخفف عن نفسك عناء ما قرأت . ولا بأس والحالة هذه أن تقهقه إن شئت تعويضا عما فات ، وهذا خير لك .
عزيزي القارىء أنا سعيد لمرافقتك كل هذا الوقت، ولكني لست راغباً في أن أراك مصاباً بخيبة الأمل في نهاية المقال.فلم لا تفكر فيما قرأته حتى الآن ..؟ لكي تعرف إن كان ذلك يستحق منك القراءة وإضاعة الوقت والشعور بالملل ، ولوم الآخرين ....!
لكن قبل أن نفترق أريد أن أروي على مسامعك هذه الحكاية . كان هناك فتىً يحمل في جعبته سهاماً كثيرة ، وأخذ يرمي بها في الهواء من قوسه ممنياً النفس بأن يمر طير في الهواء فيصيبه أحد السهام . وبعد أن رمى بها جميعها ، لم يتمكن من صيد شيء حتى ولو طيراً واحداً .
والآن أجبني .. ألا زال لديك أمل وتمني النفس بأن تجد شيئاً في هذا المقال ....؟
بينما المقال أمامك واضحاً ، ونصحتك مراراً وتكراراً . بأن لا فائدة فيه ولم ترتدع .
ألم تر أنك كرامي السهام الذي كان يرتجي الصيد ولم يكن أمامه ما يصطاده .
فهل اتعظت ......؟ إذن قيّم نفسك ....... .
أحمد أيوب أيوب
صيدا ـ لبنان
9/10/2009
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|