|
|
أحمد أيوب أيوب
التقاعد........وسن الفراغ - بقلم: أحمد أيوب أيوب
أربعين عاماً من العمل المتواصل ، مليئة بالعبر ،و الحكايات ، والقصص . وصل قطار العمر إلى المحطة ، كي يرتاح من عناء السفر . وتبريد أجهزته بعد ارتفاع الحرارة من طول المسير .
من اعتاد العمل ، يصعب عليه الفراغ والكسل . حتى القطار عندما يحال على التقاعد يصعب عليه ، فقدان قوته التي كانت تجر آلآف الأطنان ، خمود دخانه الذي كان يملأ عنان السماء ، اختفاء صوته، تردد صداه في السهول والوديان والغابات ،فوق سفوح الجبال ، انطفاء بريقه الذي كان يجذب الناس. واختفاء الجموع التي كانت دوماً في استقباله كلما دوّى صفيره عند محطات الوصول .
أصبحنا بعد أربعين عاماً من العمل ، بعد أن وصلنا إلى محطة الفراغ في الحياة ، هذا الفراغ الرهيب ، الذي تحسبه فضاءً رحباً لكنه كالسراب الذي يظنّه الظمآن ماءً . إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل ، فيصبح كالصخرة المتدحرجة من علٍ ، خطرٌ داهمٌ دون ضوابط ، تدمر كل ما تصادفه في طريقها.
يوم تجد في حياتك فراغاً فعالجه، والاّ...! لا تستغرب أن تصبح فريسة للهموم والآلا م. هذا الفراغ ،سينبش لك كل مساوىْ وأخطاء حياتك الماضية ، ويعكر حاضرك ومستقبلك ، فيجعلك نهشا ً لفشلك وأخطائك . لا بد لك والحالة هذه ..... أن تقوم تزيل ملاءة التراخي والتشاؤم ، وتلبس رداء التفاؤل. الهمة ،الحيوية، والنشاط ، لا تبقى قابعاً تجتر آلامك وهمومك وتشكو الزمن الذي لا حظ لك فيه.
خذ سيف العزيمة واقتل بعبع الفراغ . كيف .............؟ نظم وقتك ، وأقم الصلاة في وقتها ، جالس أفرادعائلتك ،وأوفهم حقوق أبوتك لهم ، حدد أوقاتاً للقراءة والمطالعة ، اكتب ، درّب نفسك على الكتابة ، إجعل أوقاتاً لراحة نفسك بالتأمّل والتفكّر ، تفقد من آنِ لآخر لديك مكتبة ، تفقد أركان بيتك واجري بعض التعديلات لتغيير النمطية فيه ، مارس رياضة المشي ، تفقد أصحابك بزياراتك لهم ، وعُد المرضى منهم . تقضي على الفراغ .
يقول علماء النفس أننا نضمن لك نسبة 50 0/0 من السعادة والحياة الرغيدة .
ان انت استطعت القضاء على الفراغ .
فعّل ارادتك ....أنظر للحياة بايجابية .... وابتهج تزهو لك الحياة.
صيدا ـ لبنان
9/10/2009
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|