|
|
|
أحمد أيوب أيوب
الشّحاذ - بقلم: أحمد أيوب أيوب
مـــر شّحاذ بباب متجر كبير للأجواخ ... ودخل المتجر يطلب صدقة من صاحبه. تبسّم له صاحب المتجر وطلب منه الدخول. عندما دخل طيب خاطره وطلب منه الجلوس فجلس.
بعد هنيهة سأله التاجر: ما طلبك يا هذا ؟
أجابه الشحّاذ : صدقة مما أعطاك اللــــــه .
قال التاجر : واللـــه إن صدقتني ... أعطيتك.
فقال الشحّاذ : سأصدقك إن شاء اللـه يا سيدي ..ســـل ما شئت.
فسأله التاجر قائلاً : كم سنة أمضيتها في هذه المهنة ؟؟
أجابه الشحّاذ : وبلهجة مستعطفة ، وخاطر مكسور ، قال : هي خمسة عشر عاماً ، منذ أن ابتدأت التسول يا سيدي .
فاقترب منه صاحب المتجر وقد علت وجهه ملامح الجدية والصرامة ، وانحنى فوقه واضعاً يده على كتفه ،ملتفتاً إلى داخل المحل ومؤشّراً بيده نحو رفوف الأجواخ التي بالمحل قائلاً :
أترى كل تلك الأصناف من الأجواخ المتراصة على تلك الرفوف المتعددة ....؟
أجابه الشحّاذ : نعم يا سيدي.
أجابه التاجر : إنها نتاج تسوّل خمس سنوات فقط .الم تكتف وتشبع بخمس عشرة سنة تســول ..؟ الم يكفك ثـــلاثـــــة مخـــــــازن مثــــل هــــذا يا رجـــــل .....؟ ثكلتك أمـــك ..فلـن تشبع حتى ولو بقيت عمرك كلّه متسوّلاً ، خذ ما وعدتك به .. وإياك ... إيـــاك أن تعــــــد .
صيدا ـ لبنان
18/9/2009
|
العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"
|
