صفحة البداية
عن الجمعية
حق العودة
عن سحماتا
أخبار سحماتا
مواقف ونشاطات
شهادات وذكريات
مقالات و دراسات
أخبار منوعة
فن, تراث وحكايات
قوس قزح
من رياض الثقافة
والأدب
أفلام وأغاني
صور سحماتا
دنيا الأطفال
تعزيات
روابط مميزة
دفتر الزوار
اتصل بنا
English

أحمد أيوب أيوب


الشبيه - بقلم: أحمد أيوب أيوب 13/11/2008

وأنا مستغرق في النوم ، جائتني دون أجنحة ، رأيتها وشعرت بوجودها ، وأحسست بقربها ، حتى لأكاد ألمسها، كانت تنظر إلي ولكن دون أن تكلّمني ، ومع ذلك فهمت منها كل شيء . ورأيت في ملامح وجهها هدوءاً عميقاً ، وفي بريق عينيها مودة وفيض أحاسيس تبعث فيّ الحياة ، ولكن بصمت لا أعرف له معنى . وظرف يخرس فيه كل شيء فلا تسمع إلاّ صمتا .

ثم فجأة أحاطت بجسدها هالة من النور ، لم تلبث أن صارت تتوهّج وتزداد توهّجاً وسطوعاً إلى حدٍ لــم أعد أستطيع أن أبقي عيني مفتوحتين أنظر إليها . فأغمضت عيني ونسيم من السعادة لا أدري مصدره يغمرني .

* * *


ما أن مضت الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أيار الماضي ، حتى تنفست الصعداء واعتقدت أن آخر الحلقات الثلاث على مدار الثلاثة أيام السابقة ،من مسلسل ذلك الحلم الغريب قد انتهت ، بانتهاء الليلة الأخيرة من ذلك الشهر . حتى تبين أن ذلك هو اعتقاد خاطىء ولم يدم طويلاً . إذ ما كدت أغمض عيني محاولاً النوم في الليلة التي تليها ، وقبل أن تتملّكني الغشية تماماً حتى أحسست بنسيم كثيف قد حط علي . إنها نفس تلك السيدة من جديد مرة أخرى . هذه السيدة التي لـم يسبق لي أن رأيتها أو عرفتها من قبل في أي يوم من الأيام .وتساءلت من تكون تلك السيدة أّّذن .؟

إنها سيدة في أوائل الخمسين من العمر . تبدو ملامحها رزينة ، رصينة ، يكسو وجهها جمال حزين هادىء . وتدل رشاقة جسمها ، وأناقة ملبسها ، وكذلك قصّة شعرها ، أنها ذات مستوى اجتماعي راق من الناس .

اقتربت تلك السيدة مني ،ووضعت يدها اليسرى على كتفي. ومسحت بيدها اليمنى على وجهي. انتفضت بسرعة .

ورفعت يدها عن وجهي ، مستغرباً تصرفها . غير أنني لـم الحظ أية ردود فعل منها لاستغرابي عما تقوم بـه . فلم تتكلم ، ولم تتجهم ، أو تبتسم . إلاّ أنني رأيت في نظرات عينيها مـا يوحي بأن هناك شيئاً تود التعبير عنه . وعلى شفتيها مشروع كلام مفهوم إلاّ أنّه غير منطوق وغير مسموع . ولم يطل الوقت إذ رفعت يدها تلوّح بها مودعة .

بينما كنت لا أزال مأخوذاً من غرابة ما حدث . ألوم نفسي من سلبيات موقفي . وعدم اتخاذ موقف أكثر جدّية وحزماً من تلك السيدة .لكنني وأنا في غمرة الإستغراب والإندهاش، لاحظت أنها صارت تبتعد عني رويداً رويداً . وبدأت صورتها تبهت شيئاً فشيئاً حتى تلاشت تماماً .

صحوت صباحاً ، وأنا في حالة نفسية مشتتة ، غير قادر أن أركّز على شيء ، لأن جل تفكيري كان منشغلاً بالتفاصيل الدقيقة لذلك الحلم . واستمرّت تعتريني نوبات من الشرود ، بسبب حلم ليلة أمس والليالي الثلاث التي سبقت ذلك.محاولاً تأويل تلك الأحلام ، ولكن دون الوصول إلى أي نتيجة تضع حداً لتساؤلاتي وتشوش أفكاري .

وذات صباح . بعد مضي حوالي خمسة عشر يوماً من تلك الحادثة . كنت في طريقي لأستقل إحدى الحافلات كي أذهب إلى العاصمة . وما كدت أن أضع قدمي لأصعد درجات الحافلة . حتى فوجئت . وكادت أن تصعقني المفاجأة ، إذ رأيت تلك السيدة ( التي كانت تأتيني في المنام ) بشحمها ولحمها تنزل من الحافلة .ودون إدراك مني تراجعت إلى الوراء مندهشاً ، لا أكاد أصدّق ما أرى ،ولا أدري ما أفعل إذ أن المفاجأة كانت مذهلة .

كانت السيدة تنظر لي بشكل ملفت للنظر .أو هكذا خيّل إلي . بينما أنا مذهول مستغرباً تلك المفاجأة غير المتوقعة ، والتي لـم تخطر على بالي يوماً من الأيام . بقيت واقفاً أنظر إليها بنظرات زائغة مشدوهاً . بينما مشت هي مبتعدة عني ، تتوقف بين الحين والآخر لتلتفت نحوي ، ترمقني بنظراتها ، إلى أن غابت بين جمهرة الناس المتواجدين في ذلك الوقت .

صعدت للحافلة وأنا في دهشة وشرود ، مما لفت منظري انتباه سائق الحافلة الذي أقف أمامه ، فسألني .أأنت بخير ياسيدي .؟طمأنته شاكراً لطف مشاعره ، ونقدته ثمن التذكرة ، وأخذت مكاني في وسط الحافلة. لـم يطل الوقت ،أربعون دقيقة تقريباً ووصلت الحافلة للمدينة بينما أنا لا أزال في خضم من التفكيرالمشوش . نزلت من الحافلة ، وركبت إحدى سيارات التاكسي متجهاً إلى أحد البنوك . لـم تكد سيارة التاكسي تقطع مسافة بضع كيلو مترات ، وأنا أطالع المحلاّت التجارية التي نمـر بها من خلال زجاج السيارة ، حتى توقفت كالعادة كي يصعد راكب جديد أو ينزل آخر . ولـم يستغرق ذلك وقتاً، إذ تحرّكت السيارة مـرة أخرى ، وما أن التفت يمنة كي أرى الراكب الجديد ، حتى اقشعرَ جسدي . وكاد قلبي أن يهوي بين أضلعي ، وانعقد لساني ، وشعرت وكأن الدنيا تدور بي . إذ رأيت السيدة المذكورة التي تركتها ورائي قبل أن أصعد الحافلة هي نفسها ، تجلس بجانبي حقيقة واقعة داخل سيارة التاكسي وليس في المنام .

ثم التفتت إليّ دون أن يبدو عليها أي أثر للمفاجأة ، بينما خانني النطق فلم يقو لساني على الحركة .وتملّكتني الدهشة فعلاً، وأصبحت كمن لا يملك من أمــره شيئاً .إذ إن ما يحصل كأنه كابوس لا أعرف له نهاية. لكني لاحظت وهي تنظر إلي أن في وجهها هدوءاً عميقاً .وفي نظرات عينيها مودة . مما خفف روعي وبعث قليلاً من الاطمئنان في نفسي . وبقينا إلى جانب بعض ، ينظر كلا منا للآخر ، وقد ساد الصمت وكلانا سجين صمته . مـرت دقائق قليلة بعد ذلك ، تباعدت نظراتنا إلاّ انها ما فتئت أن اقتربت مني قليلاً ، مبدية ابتسامة رقيقة . وكسرت حاجز الصمت .وبصوت مليء بالثقة ، وعبارات مهذبة هامسة ، مغلّفة بمذاق غزلي عذب ،تبدي لى إعتذارها عما أحدثه مجيئها المفاجيء ، وتأمل أن لا يعطي ذلك انطباعاً خاطئاً لدي عنها .صمتت قليلا.وكأنها تنتظر جواباً مني. غير أنني لـم أجبها بأية كلمة حتى أعطي الفرصة لنفسي لاستعادة أنفاسي ، وإخفاء توتري ، وتبديد انفعالاتي ودهشتي .

استطردت كلامها قائلة: عفواً . هل تتذكرني .؟
نظرت إليها وقد تمالكت نفسي قليلا وقلت بلهجة ملؤها العتب والتحامل :
نعم ياسيدتي أتذكرك. وكيف لا أتذكرك .؟
قالت والابتسامة واضحة على شفتيها :
وهل أنت مطمئن الآن .؟
وباندفاع قلت :
لا يا سيدتي غير مطمئن . وكيف أطمئن وأنا لا أعرف ما هذا الذي يجري ؟ ولا أعرف من أنت ؟ وما هو اسمك ؟ وماذا تريدين مني ؟ وإلى متى ستستمرين في هذه اللعبة .؟ وكنت اثناء حديثي هذا ، ألحظ السائق بطرف عيني من خلال المرآة أمامه فأراه غير آبـــــه لما يحدث ، وغير سامع لما نقول . وكأنه في وادٍ آخر غير وادينا .

ثم أجابتني فور انتهاء كلامي وهي تحمل كتاباً سميكاً قائلة :
لا تهوّل الأمــور ، ولا تستعجل . فسوف تعرف كل شيء وحالاً .
وصلت السيارة إلى المنطقة التي فيها البنك الذي أقصده .فنقدت السائق الأجرة . وقبل أن أفتح الباب لأنزل ، كانت قد نزلت من الجهة الأخرى للسيارة دون أن تدفع الأجرة للسائق ، غير أنها قبل أن تنزل قدّمت لي الكتاب الذي كان بيدها قائلة :
هذا الكتاب مني لك . إقرأه وحدك . ولا تدع أحداً غيرك يقرأه .
نزلت من السيارة مسرعاً للناحية الأخرى لأكلّمها غير أني لم أجدها . التفت يمنة ويسرة ،وفي كل الإتجاهات فلم أجد لها أثراً . حتى سيارة التاكسي التي كنا بها قد اختفت بين طوابير السيارات.

خرجت من البنك بعد أن انهيت المهمة التي أتيت من أجلها . وعرجت على أحد المقاهي المنتشرة هناك ، لأرتاح قليلاً وأخفف حالة التوتر الجسدي ، والتشوش الفكري ، التي اعيشها . وأخذت طاولة في أحد زوايا المقهى ، وطلبت فنجاناً من القهوة .ثم أخذت استجمع احداث هذا اليوم من الصباح حتى الآن . وأعيد تدقيق حساباتي فيها .بعد تفكير عميق . رأيت أن لا حكمة مطلقاً أن أخبر أحداً بما حصل قبل أن يتبين لي ما ستؤول إليه الأحداث ، وتتكشف عنه النتائج .

فطنت للكتاب أمامي فأخذته بلهفة عن الطاولة متصفحاً إياه ، أقلب صفحاته ، مسابقاً نفسي ، مستطلعاً ما فيه . فلم أجد فيه سوى صفحتين مكتوبتين . الصفحة الأولى ، والصفحة الأخيرة . وباقي صفحاته بيضاء ناصعة تخلو من أي شيء .

كان على الصفحة الأولى بضع كلمات عبارة عن اهداء بسيط ومختصر ، وهو كما يلي :
عزيزي .(ميم )
عليك السلام .
يا مــن له في نفسي وشائج أخوّة شبيه أخي ( ف )
ويامن شفافيته كانت وسيلة للتواصل بين روحينا .
لك مني مــــودة .
عليك الســـــــلام .
هيــــــــلد ا
وعلى الصفحة الأخيرة كتب التالي :
الوصيّة
عزيزي (ميم)
عليك السلام .
إذهب للعنوان التالي :
..
..
..

العنوان المذكور أعلاه. هو عنوان والدتي السيدة ( س. أ.ن)
وهي مريضة تعاني من ألـم شديد، نتيجة إصابتها بالتهاب حاد بالكلى منذ أن توفي أخي (ف)
ولدها الوحيد . وبوصولك إليها ورؤيتها لك ،تتحقق أمنيتها برؤية ولدها من خلالك شبيهاً له ، قبل أن تموت .
فهل تحقق لها ذلك .؟ إن في الخير جلال ونور وصفاء .
عليك السلام
هيلدا

إنتهيت من قراءة الكتاب ورحت في شرود عميق خال من التفكير . تنبهت بعدها لفنجان القهوة أمامي وقد برد قبل أن أرتشف منـه شيئاً .شعرت أن قواي بدأت تخونني ، ولا أستطيع التركيز في شيء رغم مـا كان يراودني من تساؤلات كثيرة . حاولت أن استعرض وضعي الذي أنا فيـه. والأسباب التي أدت لهذه الحالة ، فصارت تتوارد أفكار كثيرة كانت تشغلني ، وتأخذ حيّزاً من تفكيري ولا أجد لها أجوبة شافية .أخيراً ، نفضت عن نفسي غبار التفكير المضني ، وفرقعة الهواجس والأوهام . ثم ناديت الجرسون .نقدته الحساب وتوجهت بالسيارة عائداً للبيت .

أياماً قليلة مـرت . لازمت فيها البيت . هي أيام قليلة ، غير أنها طويلة . مملة . مليئة بالتوقعات والأحداث المبهمة . نعم هي قليلة إلاّ أنها ثقيلة كجبل ثقيل . لـم أخرج خلال تلك الأيام من البيت حتى استعدت راحتي ، وصفاء ذهني ، ووضوح أفكاري ، واستقرار نفسي .

وفي يوم. استيقظت من نومي مبكّراً ، وكلي تصميم على الذهاب لبيت السيدة ( س.أ.ن ) حسب الوصيّة المدونة في الكتاب .

استقليت الحافلة إلى المدينة. وعلى غير المتوقع لـم ألق اليدة (هيلدا ) هذه المرة عند الحافلة . ووصلت إلى العاصمة . أخذت سيارة تاكسي إلى حيث وصلت إلى بيت أهل السيدة هيلدا حسب العنوان المدوّ ن في الوصيّة . وترجّلت من التاكسي . ووقفت أتأمل ذلك الحي وأسأل نفسي . ماذا أنا فاعل ياترى .؟ومن أين أبدأ.؟ وأين سأنتهي .؟ إلاّ أنني عزمت الأمر وتقدّمت في ذلك الشارع المليء بالمحلاّت التجارية . وتقدمت في سيري حتى أصبحت في حيٍّ سكنيّ بالكامل . ويتفرع باتجاهات مختلفة.ومهمتي هذه تحتاج لجهد كبير . وبدأت أمشي ، وصرت أسأل هذا وذاك ، ثم أعود وأذرع الشارع جيئة وذهابا سائلاً كل مـن أصادفه . فيجيبني هذا بأنه لا أحد بهذا الإسم ههنا . ولكنه يشير عليّ أن أسأل في ذلك الزقاق . فأدخله وأسال سيدة تجلس أمام بيتها فتقول : يا أخي أنا أسمع بهذا الأسم ولكن لا أعرفهم شخصياً .فأتركها وأصعد درجاً ، وأطرق أبواباً ، وأعود لأنزل أدراجاً ودائما كنت أواجه بالنبرة المتحفظة نفسها، والشفاه المزمومة ،وبالجواب ذاته (لست اعرفهم). ولـم أسمع ما يرضي نفسي ،أو يشفي غليلي ، أو يخفف عني هذا الجهد المضني . حتى مـررت برجل عجوز ربما جاوز الثمانين عاما . اقتربت منه وطرحت عليه السلام . واستأذنته بالجلوس وجلست . وسألته عن اسم تلك السيدة .فنظر إلي نظرة متفحصة ، وأطال النظر ثم قال : من .فريد.؟ ألست أنت فريد يا بني .؟ قلت: لا لست فريداً . فأخذ يحدث نفسة قائلاً : يا عمي صحيح .فريد مات !

والتفت إلي ثم عاد يسألني : وماذا تقرب أنت لفريد .؟ فقلت أن لا أقرب فريد ولا أعرفه . قال : صحيح يخلق من الشبه أربعين .ثم سألني مرة أخرى ، وهل تعرف أنت تلك العائلة .؟

قلت : لا ياسيدي ، لا اعرفهم . ولكن لي هدفاً من وراء ذلك . فزمّ شفتيه وقوّس حاجبيه مستغرباً وقال: يا حبيبي هذه العائلة مات كل افرادها ، ولم يبق منهم أحداًوكانت آخرهم سيدة عجوز توفيت منذ اربعين عاماً ، بعد أن مات أولادها . ولـم يبق لهم قريب أو وريث ولذلك تولّت الكنيسة والحكومة تركتهم. وحتى البيت لـم يبق له من أثر . أذ أصبح مكانه شارع عام وربما لا تجد أحداً يسمع بهم هذه الأيام .

لملمت أذيال فشلي . وركبت السيارة عائداً إلى البيت . مجهداً ، حزيناً بعد أن سدّت كل السبل في وجهي للوصول إلى بصيص أمل يوصلني إلى غايتي ، ودون أن أسمع جواباً شافياً . فأجوبة الناس الذين سألتهم كانت كلها متقاربة ، ولم تكن في أي إجابة منها أيــة ردود إيجابية .بل أجوبة استغرابية . والأدهى أن نظرات بعضهم توحي بالإستغراب والإستهجان ، ولا تدعو للإرتياح . وكأن ما يسمعونه مني ما هو إلاّ سخافة لا قيمة لها .

حتى شككت بنفسي بأن حديث ذلك العجوز ما هو إلاّ هــراء . ومن يدري فربما كان يقول ذلك استخفافاً .أو ربما كان مجرّد حديث من وصل سن الخرف . وما أن وصلت إلى البيت حتى كانت التساؤلات والأفكار المتضاربة تضج في رأسي . فهل ما حصل معي كان مجرّد أوهام وكوابيس .؟ أم أضغاث أحلام .؟أم هي هلاوس سمعية وبصرية أم إعتقادات خاطئة .؟

يا إلهي . ! هل أنا مريض .؟ وأعاني من اضطرابات في الشخصية .؟ نتيجة الإرهاق المتواصل .؟

ولا أدري.؟
ولكن ماذا أقول عن هذا الكتاب بين يدي الذي أعطتني إياه تلك السيدة إذن .؟
ومن هي تلك السيدة .ياترى .؟

أحمد أيوب أيوب
من كتاب فوانيس الليل
نشر هذا الموضوع بمجلة عشتروت / فكرية .ثقافية .شاملة

تصدر في بيروت .العدد.17-18 .2005





العودة الى صفحة "فن, تراث وحكايات"


® All Rights Reserved, ABNAA' SUHMATA Association
  Best experienced using MS Internet Explorer 6.0, Screen is optimised for viewing at 800 x 600